كسبت طالبة بريطانية تدعى شابينا بيغوم وتبلغ الخامسة عشرة من العمر، دعوى قضائية ضد قرار طردها من مدرسة دينبيغ في مدينة لوتون العام الماضي، بسبب ارتدائها"الجلباب"، وهو لباس المسلمة المتدينة. وسمح القاضي جاستيس بروك لبيغوم التي انتقلت الى مدرسة اخرى بممارسة شرائع ديانتها. وطالب الحكومة بمنح توجيهات اكثر الزاماً لادارات المدارس بمراعاة قوانين حقوق الانسان. وحتم ذلك اعلان هيئة مدينة لوتون انها ستهتم بمنح المدارس ارشادات في شأن اعادة النظر بتصميم الزي المدرسي وجعله يتكيف مع كافة المتطلبات الثقافية والدينية. ووصفت التلميذة الشابة اليتيمة الوالدين القرار القضائي بأنه انتصار للمسلمين الحريصين على الحفاظ على هويتهم وقيمهم الدينية التي استهدفت في شكل مباشر في الغرب بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 . ورأت ان اهمية القرار تتحدد في كونه لا يشمل قضية معزولة ويلحظ تطبيقه في كافة مدارس بريطانيا التي تضم طلاباً ذات تنوع ديني وعرقي. وابدت بيغوم التي تولت مهمة الدفاع عنها المحامية شيري بوث، زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بعدما كانت خسرت الدعوى امام محكمة البداية عام 2002، سعادتها بأنها كسبت معركتها في عالم حر يزعم تأييد الحقوق الفردية. في المقابل، رفضت الناطقة باسم مدرسة دينبيغ التي تشكل الفتيات المسلمات نسبة 79 في المئة من تلميذاتها زعم بيغوم بأن الزي الذي امتنعت الاخيرة عن ارتدائه لا يأخذ في الاعتبار الحساسيات الثقافية والدينية، وهو ما اكده القاضي بروك. من جهته، رحب المجلس الاسلامي البريطاني بالقرار القضائي،"كونه عكس تفهماً موضوعياً لمسألة تتعلق بشرائع المسلمين وحقوقهم". وشدد على ضرورة تكريس احترام اكبر حجماً للمعتقدات الخاصة ومتطلباتها. على صعيد آخر، صرحت هاتزيل بليرز المسؤولة عن مكافحة الارهاب في وزارة الداخلية بأنه يتعين على مسلمي البلاد قبول واقع انهم سيتعرضون لاجراءات امنية اكثر تشدداً من بقية المواطنين. وقالت بليرز ان اجراءات التفتيش والتحقيق المشددة لا مفر منها"لأن الخطر الارهابي جاء من اناس يتخفون في شكل زائف خلف ستار الاسلام". وجاءت تصريحات بليزر في وقت اجتمعت الجماعات الاسلامية البريطانية البارزة من اجل وضع استراتيجية لتعظيم صوت المسلمين في الانتخابات. وهي أثارت استياء الزعماء المسلمين في البلاد،"باعتبارها ستؤدي إلى اغترابهم وتشرع للعنصريين مهاجمة المسلمين"، بحسب ما اعلن مسعود شادجيرة رئيس لجنة حقوق الانسان الاسلامية. وبدوره، صرح عنايات بنغلاوالا الناطق باسم المجلس الاسلامي، بأن التصريحات تشير إلى زيادة المشاعر المعادية للمسلمين في بريطانيا.