أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر ان المؤتمر المشترك مع دول الخليج العربية ركّز على"التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والدور المستقبلي للحلف للمساعدة على مواجهتها"، وأن الأخير"لا يسعى الى فرض خياراته على المنطقة، ويعتقد بوجوب أن يكون التعاون متبادلاً وفق خصوصية كل طرف". واشار دي هوب شيفر الى وجود توافق بين اعضاء الحلف ال26 ودول الخليج الست حول"مكافحة الإرهاب الدولي وقطع موارد تمويله، ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل وضرورة حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي حتى تتيسر معالجة تداعياته". وتحدث الأمين العام في مؤتمر صحافي عقده في نهاية"المؤتمر الخليجي - الأطلسي الأول"مساء الجمعة في أكاديمية الدفاع التابعة للحلف في روما. وادرج"المشكلة النووية"مع إيران بين التحديات ومصادر القلق على استقرار المنطقة. وقال إن هذه المشكلة"تستقطب اهتمام الحلف الموجود في كل من العراق وأفغانستان حتى وإن كان لا يتطلع الى دور مباشر في إدارتها". وبحث المؤتمر أيضاً في الاسباب الاجتماعية لعدم الاستقرار في المنطقة و"الحاجة الى اصلاحات في المجالات السياسية والاقتصادية والديموقراطية والى مراجعة الوضع السكاني". وتناولت الجلسة الثانية من المؤتمر، ظهر الجمعة، الفرص المتوافرة لاقامة تعاون ثنائي بين الحلف وكل من دول الخليج العربية والدور الذي يمكن أن يضطلع به الحلف في المستقبل للمساعدة في مواجهة التحديات الأمنية. ورأى الأمين العام ان"الحلف أصبح يمثل جزءاً من خريطة المنطقة"بحكم الحوار المتوسطي الذي يجريه مع البلدان العربية المتوسطية ومع إسرائيل، ودوره في تدريب القوات العراقية وانتشاره الواسع في افغانستان. وشدد على ان الحلف"لا ينوي التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المعنية ولا يسعى الى فرض خياراته عليها". وأوضح المبادئ التي ستكون أساس التعاون مع دول الخليج وتتمثل في"احترام خصوصية كل بلد وان يكون التعاون متبادلاً ويساعد على التكامل"، من دون استنساخ الأدوار التي تضطلع بها الأطراف الاقليمية والدولية الاخرى في المنطقة. وعرض الحلف على ممثلي المنطقة امكان التعاون في مجالات مكافحة الارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وهيكلة القوات المسلحة وملاءمة العتاد ومهمات حفظ السلام. ورأى دي هوب شيفر وجود مؤشرات تؤكد انطلاق حركة الاصلاح في المنطقة واشار الى"الانتخابات في العراق على رغم تردي الأوضاع الأمنية والانتخابات الناجحة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية والانتخابات في كل من الكويت والسعودية". وشدد على ان"الحلف لا يسعى في المنطقة الى فرض ارادته أو فرض الاصلاحات والديموقراطية عليها وتغيير أوضاعها لأن الديموقراطية والاصلاحات لا تفرض من الخارج، بل يمكن نقاشها بين الشركاء"، وزاد بأنه"سعد بردود فعل دول الخليج على مبادرة التعاون".