أسفر الفراغ الأمني الذي يعيشه العراق حالياً ورغبات بعض الجهات في تصفية حساباتها مع السعودية، عن تشكيل"عصابات"عراقية تهدف الى"خطف سعوديين والمطالبة بمبالغ مالية في مقابل اطلاق سراحهم او تسليمهم الى القوات الاميركية". وأعاد ما يحدث للسعوديين في العراق الى الاذهان ما تعرض له سعوديون في افغانستان ابان الحرب على نظام"طالبان"عندما قام عناصر بعض الفصائل الافغانية باعتقال أي سعودي موجود هناك، ولو كان لعمل خيري تطوعي، وتسليمه الى الأميركيين باعتباره مقاتلا، لقاء بضعة دولارات. وفي هذا الشأن، أبلغ والد احد المحتجزين السعوديين في سجون العراق"الحياة"أن"مجموعة من العراقيين تسللوا الى الحدود السعودية قرب مدينة رفحاء، وخطفوا ابنه بتال بن عميش الحربي وزميله خالد بن مناور الحربي، اللذين كانا في رحلة صيد، واقتادوهما الى داخل الأراضي العراقية، وسلموهما الى القوات الأميركية بتهمة التخطيط لاعمال ارهابية". وأكد هذه الرواية مواطن آخر يدعى سلطان الرويلي، وقال ل"الحياة"إن شقيقه خالد المحتجز في سجن ابو غريب"التقى بتال الحربي وزميله خالد، واكدا له انهما كانا في رحلة قنص، وتعرضا للخطف من جانب جماعات عراقية سلمتهما بدورها للقوات الاميركية". بيد أن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي استبعد ذلك تماماً، وقال ل"الحياة": ان"مسرح العمليات الذي نتعامل معه لا يفسح في المجال أمام حالات التسلل والخطف". وأكد"أن من غير الممكن أن يتم ذلك على الاراضي السعودية، فهي محكمة". وعن وجود اتصالات تتعلق بأوضاع سعوديين معتقلين في العراق، قال:"لا توجد أي اتصالات رسمية مع السلطات العراقية، وما يذكر عن سعوديين متورطين او متهمين هناك ليس لدينا أي ادلة على اتهاماتهم". لكن كيف يتم شرح ما شهدته مدينة الجبيل شرق البلاد أخيراً من ضبط عدد من المتسللين العراقيين كانوا يسعون لسرقة سيارات؟ أجاب التركي: ان"تلك حالة مختلفة تماماً، فأولئك كانوا محترفي تسلل، وبدا ذلك واضحاً اثناء مطاردة أحدهم". الى ذلك، أكد العميد في سلاح الحدود حمد الروقي، ما ذكره اللواء التركي عن عدم امكان التسلل الى الاراضي السعودية. وقال ل"الحياة": ان"التسلل من الجانب السعودي او المغامرة في التسلل الى العراق مستحيل". وأوضح ان"المنطقة تبعد نحو 150 كيلومتراً داخل الصحراء، اضافة الى وجود حرم حدودي يبلغ نحو 20 كيلومتراً الى جانب العوائق والكاميرات الحرارية المنتشرة هناك". وعن الجانب العراقي من الحدود قال الروقي:"هناك عمق يقدر بنحو 200 كيلومتر، تسيطر عليه القوات الاميركية، ويستحيل على العصابات العراقية أن تأتي وترتكب أي حالات تسلل، كما يستحيل على السعوديين الاقتراب من تلك المنطقة التي لا تعتبر منطقة صيد". واكد مراقبون استحالة حصول عمليات التسلل والخطف من الجانبين السعودي والعراقي، بيد انهم لم يستبعدوا"حصول حالات مشابهة في دول أخرى لديها حدود مع العراق". وقال أحد المراقبين رفض ذكر اسمه: ان"هناك حالات اختطاف نسمع عنها حول الحدود، كما أننا نسمع عن تزوير هويات سعودية واستخدامها لاغراض تستهدف المملكة وسياستها، لكن هذه الأمور لم يتم التثبت منها حتى الآن". وكان عميش الحربي أبلغ"الحياة"ان ابنه بتال 19 عاماً خرج في رحلة قنص بالقرب من مدينة رفحاء، يرافقه زميله خالد بن مناور الحربي في أواخر العام الماضي ثم اختفيا بعد ذلك، ما دفعه لابلاغ امارة حفر الباطن وبقية الجهات المعنية التي ابلغته ان ابنه في سجن ابو غريب في العراق. وقال الحربي انه حاول الاتصال بالصليب الاحمر الدولي في الاردن لارسال رسالة الى ابنه. واضاف:"تلقيت اتصالاً من سجين عراقي افرج عنه اخيراً، اكد انه شاهد بتال واستمع الى حكايته". وقال:"ابلغني السجين العراقي رسالة من بتال، قال فيها:"انني في العراق على غير ارادتي، ليس من أجل الجهاد او أعمال ارهابية". من جانبه، قال سلطان الرويلي المحتجز شقيقه أيضاً في أبو غريب انه تلقى اتصالاً من شقيق خالد قبل ثلاثة اسابيع مدته 20 دقيقة. وذكر أنه في منطقة تدعى التسفيرات في بغداد مع زميل له يدعى رخيم الظفيري افرج عنه لاحقاً لإنهاء أوراق مغادرتهما العراق. وقال الرويلي ان شقيقه"اكد ان بتال وآخر يدعى سليمان ظاهر الضبعاني، لا يزالان في ابو غريب".