اذا كان لي ان اعرض نتائج استطلاع غير علمي لما يهم القارئ العربي هذه الايام فقد أقول ان اهتمامه مقسوم مناصفة بين العراقولبنان. واذا حاولت شيئاً من الدقة فقد اقول ان هذه المناصفة هي بين قراء"الحياة"تحديداً، وليس كل القراء في كل بلد. ثمة قضايا اخرى يهتم بها القراء، وعندي رسائل منهم على اكثر ما عرضت من قضايا في هذه الزاوية. بل ان بينهم من يهتم بالزاوية الاسبوعية الخفيفة التي اختار لها عادة يوم الجمعة، فهناك تعليقات على كل زاوية من هذا النوع. ثم هناك رسائل غامضة فمع كل الرسائل عن"انان غيت وأمور اخرى"كانت هناك رسالة لم تشر الى كوفي انان بشيء غير العنوان، ثم شكا مرسلها ر.ب.ي.ح. من خفض المكافآت الشهرية للطلاب. وبما ان الرسالة بالبريد الالكتروني، وبالعربية، فإنني لم استطع معرفة الطلاب والبلد. كان الجدل حامياً بعد ان شككت في ان يكون قادة اربعة اجهزة امنية اجتمعوا وتآمروا لقتل الرئيس رفيق الحريري. وكان بين افضل ما تلقيت رسالة الكترونية بالانكليزية من كميل اسكندر عطرقجي، المقيم في مونتريال، يسأل فيها: - لماذا احتاج تنفيذ الجريمة الى أربعة اجهزة امنية؟ - لماذا شارك رؤساء الاجهزة هذه شخصياً، وبطريقة مكشوفة مثل الاجتماع في شقة؟ - لماذا تعتمد سورية على حلفائها المباشرين المعروفين في تنفيذ الجريمة؟ اذا كان السوريون يعرفون انهم سيكونون أول المتهمين فكم هو مدى الغباء الذي يجعلهم يطلبون من جميع حلفائهم المشاركة بطريقة يسهل كشفها. القارئ السوري يرجو ألا يكون هناك مسؤول استخبارات سوري غبي الى درجة ارتكاب كل هذه الاخطاء، ويزيد على اخطاء اللبنانيين فيقول انهم استعانوا بالسوريين للتخلص من الفلسطينيين، وباسرائيل وصدام حسين للتخلص من سورية، وبسورية وايران للتخلص من اسرائيل، وبالغرب للتخلص من سورية، والآن يبحثون عمن يساعدهم على انهاء النفوذين الفرنسي والاميركي. القارئ سامر غالي يطلب ان تكون مقالتي عن ان التهمة ليست ادانة، وان الاشاعات في لبنان يلغي بعضها بعضاً، منشورة وموزعة في كل شوارع لبنان"فما احوجنا الى الهدوء والحكمة والتروي والعقلانية"في معالجة الوضع. والقارئ فادي سري الدين يكتب رأياً مماثلاً، ولكن بالانكليزية، ثم يعترض ان تساعد الدول العربية ضحايا الاعصار كاترينا، لأن الحكومة الاميركية تبدد مئات بلايين الدولارات في حروب خارجية غير مبررة. في المقابل القارئ بشار عبيدو يريد دفاعاً عن سورية، والقارئ هاني ياسين يعتقد بأنني اعرف اكثر مما اكتب. وكانت هناك رسائل اخرى من الاخوان داود ياسين ومحمد طرشا وأحمد شكر. أما القارئ منصف ف. فيستغرب انني اقول ان رئيس الجمهورية لا يجوز ان يشتبه به، ويشير الى حليفه مصطفى حمدان، رئيس الحرس الجمهوري وأحد المتهمين. يجوز ان يشتبه بالرئيس، وبالقارئ نفسه وبي، وما قلت هو ان الشبهة ليست قرار اتهام، وليست ادانة، والواجب ان ننتظر قرار المحكمة ومن ستدين ومن ستبرئ. واعتذر لتوقفي من الموضوع اللبناني ازاء الرسائل السابقة، وأعد بردود مباشرة على البقية ما استطعت، ثم اكمل بالموضوع العراقي، وبرأي القراء في الدستور العراقي والجمهورية الاسلامية في جنوبالعراق. اعتقد بأن الرسائل مثلت في مجموعها استفتاء على تطورات الاحداث في العراق، وبين يدي ثلاث رسائل معتدلة، تؤيد ما كتبت وتعارض أو تتحفظ مثل الاخت فاطمة محسن والأخ سعد الليباوي الذي يصحح قولي محمد باقر الصدر ويقول انه محمد صادق الصدر، والاخ طاهر درويش الذي يخشى ان يساء كلامي ويعتبر تحريضاً على الشيعة مع انني اتحدث عن اقلية متطرفة. بعد هذا ينقسم القراء، والأخ سلام فضيل يرى ان المقبل لا يبشر بخير، والقارئ عبدالرحمن علي حمياني يحذر، والقارئ الشنفري يهاجم السيد عبدالعزيز الحكيم، ويقارنه بعدي صدام حسين، اما الاخ العربي العابدي فيتوقف عند كلامي"كلنا مع اجتثاث فلول صدام حسين"، ويقول انه يجب ترك الامر للقضاء، فاذا كان هناك مجرمون، فهناك ايضاً ابرياء. وهذا رأيي ايضاً فقد كانت بقية كلامي اشارة الى تولي مجموعة من الحاقدين والموتورين العملية، مما أدى الى اشتداد المقاومة. ثم هناك القارئ محمد شريف الذي يعارض دولة على النمط الايراني بقوة. مجموعة اكبر كثيراً أيدت ما يجري في العراق الآن، ان لجهة الدستور، او الدولة الدينية، أو وضع الاقليات، والقارئ عبدالحسن من هؤلاء ويريد ان يقبل جورج بوش شاكراً، أما الأخ رشيد كتاني فيذكرنا باستعباد العراقيين في ظل النظام السابق، ويقول عبدالسلام حسن انه يجب ان يترك العراق للعراقيين، غير انني لم اقل"الشعب الكردي المسلم"كما تسجل رسالته، وارجو ان يعود الى رسالته ومقالي. ويكرر القارئ اكرم سنجاري الدعوة لترك العراق للعراقيين، في حين يقول محمد أحمد ان الوطن العربي لم يتعود على انتخابات نزيهة من نوع ما جرى في العراق. وضاق المجال فأحاول ان ارد مباشرة على ابن العراق وسامي وسعد الليباوي ولقمان خيالي وسوران فرج. وفي حين ان الرسائل السابقة تضم افكاراً يستطيع الواحد منا ان يقبلها او يرفضها، فإنني اختتم بأغرب رسالة ممكنة، وكانت الكترونية وبالعربية من سام مع عنوان كامل، وهو يقول انني"مأجور وعميل وجاهل"وفتشت عن السبب ووجدت ان القارئ العبقري ضدي ومع"الرئيس العربي الشامخ صدام حسين... الذي بنى العراق وجعله شوكة في حلق اسرائيل..."ثم شتائم ونعوت اضافية. هل يصدق القارئ ان هناك في العالم بعد من يدافع عن قاتل جاهل فاشل من نوع صدام حسين؟ من يعيش يرَ... ويذهل.