امتدت التظاهرات في منطقة البقاع احتجاجاً على ارتفاع أسعار المازوت وللمطالبة بخفضها على أبواب موسم الشتاء، حيث تشكل هذه المادة وسيلة التدفئة اليومية، من مدينة بعلبك أمس الى محيط مدينة زحلة في البقاع الأوسط. وعلمت"الحياة"ان هذه التظاهرات سببت قلقاً لدى المسؤولين من ان يكون سببها سياسياً في ظل الاوضاع الراهنة في البلاد وبعد التباين بين"حزب الله"وحركة"أمل"مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والغالبية في مجلس الوزراء حول الموقف من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت معلومات مصادر وزارية ان القلق هو من ان يدعم"حزب الله"و"أمل"هذه التظاهرات وتوسعها الى مناطق أخرى وصولاً الى ضاحية بيروت الجنوبية وسط مؤشرات الى نية الثنائية الشيعية تصعيد الموقف ضد الحكومة لاسباب تتعلق بالموقف من سورية اكثر مما تعود الى الاوضاع الاجتماعية، خصوصاً ان هناك حالة تعبوية لدى بعض التنظيمات الحليفة لسورية بعد خطاب الاسد. وقالت المصادر الوزارية إن بعض القوى في الغالبية النيابية كان طرح أمر ارتفاع سعر المازوت على بساط البحث وان نواباً أثاروا وجوب خفض السعر لمساعدة ذوي الدخل المحدود النائب في اللقاء النيابي الديموقراطي أكرم شهيب طرح سؤالاً على الحكومة في هذا السياق مما أدى الى التوافق على بحث خفض سعر المازوت في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت الخميس الماضي، لكن انسحاب الوزراء الشيعة الخمسة وفي مقدمهم وزير الطاقة محمد فنيش الذي تصدر الاعتراض على مناقشة تعرض خطاب الاسد للرئيس السنيورة، حال دون ذلك. وكان فنيش، الوزير المعني بمسألة المازوت، لم يحسم الموقف من مسألة خفض السعر داعياً الى دراسة انعكاساته. وقالت المصادر الوزارية إن ثمة تفكيراً داخل الحكومة في اعادة طرح الموضوع لنزع فتيل المازوت من التجاذب السياسي القائم حالياً، على ان يخفض سعر الصفيحة الى ما بين 12 و15 ألف ليرة بدعم الخزينة للسعر. وكانت لجنة الاقتصاد والتجارة النيابية أوصت الحكومة بخفض السعر، وبدعم هذه المادة من الحكومة لزهاء مئة يوم موسم الشتاء وقالت مصادر ان حسابات كلفة هذا الدعم قد تصل الى 65 بليون ليرة. وتكررت التظاهرات وقطع الطرقات في منطقة بعلبك أمس وحرق اطارات الدواليب عند مدخل المدينة. وشارك في تظاهرة زحلة حيث قطعت الطريق ايضاً واحرقت اطارات الدواليب، مناصرون للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون. ورفع المتظاهرون في بعلبك وزحلة شعارات ضد الحكومة وحملوها مسؤولية تدهور الاوضاع الاجتماعية. كما رددوا هتافات ضد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وغاب عن تظاهرة زحلة التي دعا التيار الحر اليها قرب سرايا المدينة، نواب المنطقة. وفي بعلبك شارك مناصرون لپ"حزب الله"في التظاهرات وقطعوا الطريق لساعتين. وتولت قوى الأمن الداخلي وقوى من الجيش اللبناني تدابير أمنية لفتح ممرات للسيارات من طرقات فرعية، وحالوا دون انتقال المتظاهرين الى مناطق أخرى لقطع الطرقات.