يتوجه رئيس الجمهورية اميل لحود اليوم الى نيويورك على رأس وفد اكثر من نصفه من العسكريين في لواء الحرس الجمهوري، لتمثيل لبنان في فاعليات المنظمة الدولية، والقاء كلمتين الاولى في 16 الجاري في القمة العالمية والثانية في 19 منه في الجمعية العامة للامم المتحدة، وذلك على رغم ارتفاع الاصوات في الداخل التي تدعوه الى العدول عن الذهاب، والتي وصفها مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا بانها"وجهات نظر". وبرز امس موقف لوزير العدل شارل رزق الذي تحفظ عن الزيارة وهو المعروف بقربه من لحود، واكد ان مشاركته في الوفد الرسمي"تأتي من باب الصداقة للرئيس لحود التي تعود الى 55 سنة الامر الذي يغلب على التحفظات التي قد تكون لي عن الرحلة". وكشف رزق في حديث ل"صوت لبنان"ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سيصل الى نيويورك ما ان يغادرها لحود بعد القاء كلمته الثانية مباشرة، وذلك للمشاركة في الاجتماع المنوي عقده لمساعدة لبنان اقتصادياً وهو اجتماع منفصل عن الفاعليتين الدوليتين". وقال:"اظن ان من المفيد جداً ان يشارك رئيس الحكومة في هذا المؤتمر الاقتصادي وهو الذي يشارك في التطور الاقتصادي والمالي في لبنان منذ اكثر من عشر سنوات، وهو على إلمام كلي بالقضايا الاقتصادية وهو خبير اقتصادي وهناك اكثر من داع وتبرير وضرورة لمشاركة الرئيس السنيورة، وهذا شيء جيد". وقال انه تلقى اتصالاً هاتفياً من السنيورة مساء اول من امس ابلغه فيه انه حمل وزير الخارجية فوزي صلوخ افكاراً لاضافتها على خطاب لحود وانه طلب من رزق عرضها على لحود خلال الرحلة". وقالت مصادر السنيورة ل"الحياة"ان ثمة اتصالات تجرى لعقد الاجتماع الاقتصادي لمساعدة لبنان في نيويورك برعاية الاممالمتحدة وبضيافتها في 19 الجاري ولا علاقة له بالقمة ولا بالجمعية العامة، ويدرس السنيورة مشاركته فيه". واكد رزق في حديثه الاذاعي ان"التنسيق والتعاون كاملان بين الرئيسين لحود والسنيورة بالنسبة الى زيارة نيويورك"، ذاكراً ان معلوماته"تشير الى انهما تحادثا هاتفياً اول من امس". وحرص رزق على التأكيد انه لم يشارك"في اعداد كلمتي لبنان في الاممالمتحدة ولا في الاعداد للرحلة"، وقال:"انا ذاهب على رغم موقفي من مبدأ الزيارة الا ان الرئيس طلب مني الذهاب وله مونة علي بسبب الصداقة التي تجمعنا وعنصر الوفاء". وعن تأثير زيارة النائب سعد الحريري لنيويورك في زيارة لحود قال:"هذا حقه في الزيارة، وكلنا على ثقة انه يوجد عند النائب الحريري من النضج والوطنية ما يكفي بما ينهي الموضوع بشكل طبيعي جداً بين الطرفين وانني اعرف جدياً ان من ناحية رئيس الجمهورية ليس هناك اي رغبة او تحد للانتقاص من احد". اما وزير الطاقة محمد فنيشحزب الله فاستغرب"ان يبقى البلد اسير التجاذبات السياسية والحسابات الضيقة وهذا خطير"، مشيراً الى ان"الوطن يمر في أدق مرحلة وأخطرها". وتعليقاً على اصرار الرئيس لحود على الذهاب الى نيويورك، وجه النائب وليد عيدو كتلة المستقبل رسالة اليه ضمنها المزيد من الانتقاد، وفيها"ان قالوا لك انك مرفوض في القمة العالمية وانك ستجلس في غرفتك وحيداً تشاهد القمة عبر التلفزيون، فلا تصدق. ان قالوا لك ان اللبنانيين يستغربون هذا الوفد الرئاسي الفضفاض من المرافقين والابناء فلا تصدق. ان قالوا لك ان البلاد في ازمة مالية، وان الخزينة اللبنانية ستدفع ما يقارب المليون دولار نفقات زيارتك، فلا تصدق. فخامة الرئيس لا تصدق شيئاً مما يقال، سافر ولا تتردد، سافر ولا تحرمنا صندوق الفرجة". ورأى النائب سمير فرنجية ان"مشكلة لحود عدم تمكنه من تحديد اين سيكون موقعه في المستقبل في انتظار التحقيق اولاً والتمسك بما ينص عليه الدستور ثانياً". ووصف اصرار لحود على الذهاب الى نيويورك ب"الخطأ الكبير". ولفت الى ان"هاجس البطريرك نصر الله صفير ان مسالة الرئيس الجديد يجب ان تظل ضمن الاطر الدستورية لا خارجها". وانتقد كلاماً للنائب ميشال عون الذي اعلن عبر حديث صحافي امس، انه مرشح للرئاسة"بتفويض من الشعب اللبناني وان كتلته النيابية وسجله العدلي وتاريخه السياسي عوامل تدعم ترشيحه"، وقال فرنجية ان"قرار اختيار الرئيس يعود الى المجلس النيابي وللقوة الاساسية الموجودة فيه"، ونفى ترشحه شخصياً للرئاسة، لكنه اعتبر"ان باب الاجتهاد مفتوح امام شخص الرئيس".