أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه ينوي طرح خطته للانسحاب الاحادي من قطاع غزة ومنطقة جنين على الكنيست لاقرارها الشهر المقبل، معرباً عن ثقته بأنه مع حلول نهاية العام 2005 "لن يعيش يهود في قطاع غزة وشمال السامرة" منطقة جنين. وحذر الفلسطينيين من "عواقب مواصلة الارهاب"، متوعداً رئيسهم ياسر عرفات بمصير مماثل لمصير قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس "عندما تحين الظروف والوقت المناسب". وكرر شارون مواقفه من القضايا المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائيلي وايران، وقال في حديث مطول مع الاذاعة العبرية انه في حال واصل الفلسطينيون "طريق الارهاب" فإن الانسحاب المزمع من غزة وجنين سيكون الانسحاب الأخير لقوات الاحتلال، مشترطاً العودة الى "خريطة الطريق" الدولية ب"قيام الفلسطينيين "بوقف الارهاب" وتنفيذ اصلاحات بعيدة المدى في سلطتهم الوطنية واستبدال القيادة الحالية وتفكيك التنظيمات المسلحة". ورداً على سؤال عن مصير الرئيس الفلسطيني، قال شارون ان اسرائيل "نشطت" ضد قادة "حماس" حين رأت الظرف مناسباً والوقت مريحاً "وسننهج الطريق ذاته مع عرفات عندما تسنح الظروف ويحين الوقت المناسب لينال ما يستحق". وتوقف شارون مطولاً عند "الانجازات العظيمة" التي اسفرت عنها خطته للانسحاب الاحادي والدعم الذي تلقته اسرائيل من الولاياتالمتحدة عبر تعهدات رئيسها في مسألتي اللاجئين والحدود، معتبراً "وعد بوش" "ذا اهمية بالغة لاسرائيل فضلاً عن ان الخطة تعود بالفائدة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، لكن الأمر الأبرز يتمثل في القول الأميركي الواضح انه من حق اسرائيل الدفاع عن أمنها حتى في المناطق التي ستخليها". ورفض شارون فكرة اجراء استفتاء عام لإقرار خطته أو الذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة "ولا اعتقد ان هناك تطورات دراماتيكية سياسية وأمنية واقتصادية تستوجب تبكير الانتخابات. والحكومة اتخذت قراراً والكنيست ستمنحه الشرعية اللازمة". "لا تغيير في السياسة السورية" ورفض شارون اعتبار قرار سورية إعادة انتشار قواتها في لبنان مؤشراً الى تغيير في مواقفها، وقال انه لا يلمس اي تغيير جوهري وان الخطوات السورية الاخيرة تبتغي تخفيف الضغط الاميركي عليها "لكن وكي نقتنع بحصول تحول في الموقف السوري يتحتم على دمشق اتخاذ خطوات فعلية وحقيقية وليس اطلاق تصريحات فقط مثل اخراج مقار التنظيمات الارهابية وطرد الحرس الثوري الايراني من لبنان". وعاود رئيس الحكومة الاسرائيلية الحديث عن الخطر الذي تشكله الصواريخ الايرانية بعيدة المدى واعتبرها قضية بالغة الخطورة ليس لاسرائيل وحدها، ما يحتم بذل جهود دولية وزيادة الضغوط على طهران "التي تكن الكراهية لاسرائيل وتتحدث دائماً عن هدف تصفية اليهود فيما العالم يلتزم الصمت". وزاد ان ايران تدعم "كتائب شهداء الاقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح" وتكثف من نشاطها في صفوف العرب في اسرائيل بواسطة الحركة الاسلامية. وختم انه يتحتم على اسرائيل اتباع كل الوسائل للحفاظ على قدرتها الدفاعية والحفاظ على قوتها الرادعة. الانسحاب السوري من لبنان على صلة، كتب المعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان ثمة جدلاً لم يحسم بعد في اوساط المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول مصلحة اسرائيل من الانسحاب السوري من لبنان وان ثمة مخاوف لدى البعض من ان يؤدي انسحاب كهذا الى خلق فراغ تتسلل اليه جهات متطرفة، وذلك حيال عجز الحكومة اللبنانية عن بسط سيطرتها خصوصاً في الجنوب ومواجهة "حزب الله" والوجود الايراني. وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها انه من السابق لاوانه اعتبار اعادة انتشار القوات السورية في لبنان مؤشراً لتوجه سوري ايجابي وانه في الوقت الراهن ربما تفضل اسرائيل الاستقرار في لبنان بفعل الوجود السوري على الاخطار الكامنة في سيطرة "حزب الله" وتوسيع رقعة التدخل الايراني في لبنان بعد الانسحاب السوري.