تلقت بطولة كأس آسيا لكرة القدم لطمة اخرى لمصداقيتها بعد ركلات ترجيح مثيرة للجدل بين اليابانوالاردن في دور الثمانية. واثارت استجابة الحكم لاحتجاجات اليابان على حالة ارض الملعب عند نقطة الجزاء غضب الاردنيين الذين اهدروا بعدها اربعا من ركلاتهم الستة عند المرمى الاخر. وفي تلك الاثناء يواجه الاتحاد الاسيوي لكرة القدم مزيدا من الحرج بعد اسبوعين حافلين بالمشاكل. وعانت كأس اسيا 2004 بالفعل من الخلافات السياسية ومشاكل الانضباط لكن البطولة كادت تتحول الى مسرحية هزيلة في تشون جكينغ. ولم يبد المدير الفني لمنتخب اليابان زيكو تعاطفا مع الاردن الذي خرج بركلات الترجيح امام اليابان في ظروف غريبة بدور الثمانية في كأس اسيا لكرة القدم. وفازت اليابان حاملة اللقب 4-3 بركلات الترجيح بعدما تعادل الفريقان 1-1 بعد وقت اضافي في مباراة احاط بها الجدل. وبعدما اهدرت اليابان اول ركلتين لها اقنعت الحكم بتغيير المرمى الذي يتم تسديد الركلات عليه وتأهلت لنصف النهائي بعدما فشل الاردن في التسجيل من اربع من ست ركلات عند المرمى الاخر. وتأخرت ركلات الترجيح خمس دقائق على الاقل مع اندلاع خلاف غاضب بين اللاعبين والمدربين وحكام المباراة. وقال زيكو: "لم يشعر احد اننا سنفوز بعدما اهدرنا اول ركلتين"، واستدرك قائلا: "لكننا وعدنا بالفوز بكأس اسيا ونعتقد اننا افضل فريق هنا. نحن نستحق ان نكون في نصف النهائي". وفي ركلات ترجيح مثيرة للجدل في تشون جكينغ نجحت اليابان في اقناع الحكم بتغيير المرمى بل وطلبت اعادة ركلات الترجيح من البداية. وبدأ زيكو وطاقمه التدريبي الاحتجاج بشأن وضع النجيل حول نقطة الجزاء بعدما سدد شونسوكي ناكامورا واليكس البرازيلي المولد ركلتيهما خارج المرمى. ورغم الاحتجاجات الغاضبة من الاردن امر الحكم الماليزي صبحي الدين صالح بتغيير المرمى. وقال زيكو الذي سيواجه فريقه البحرين في نصف النهائي: "لم أر مطلقا حكما يقرر تغيير المرمى لكنه كان قرار الحكم ويجب علينا الالتزام به. كلمته نهائية". وتدين اليابان الى حد كبير بتأهلها الى حارس المرمى يوشيكاتسو كاواجوتشي الذي انقذ ركلتين ليحافظ على امال فريقه. وقال حارس المرمى بطل المباراة التي فازت فيها اليابان 1-صفر على السعودية في نهائي كأس اسيا 2000 في بيروت "كانت تلك واحدة من اصعب المباريات التي لعبتها على الاطلاق، لكنها اعطتنا دفعة واتمنى ان نمضي قدما ونفوز بالبطولة". وكان الاتحاد الاسيوي لكرة القدم قد أصدر بيانا أكد فيه صحة قرار الحكم الماليزي محمد صالح صبحي الدين بتغيير مكان تنفيذ ركلات الترجيح في مباراة اليابانوالاردن في ربع نهائي كأس امم اسيا الثالثة عشرة المقامة في الصين. وجاء في بيان الاتحاد الاسيوي "ان حكم المباراة لاحظ ان نقطة تنفيذ ركلات الترجيح غير صالحة لتسديد الكرة جيدا وبالتالي اتخذ قرارا باعتماد المرمى الاخر وهذا من ضمن صلاحياته، لقد رأى الحكم ان العشب عند نقطة تنفيذ الركلة لا يسمح بتنفيذها جيدا فاتخذ قراره بتبديل المرمى بعد الركلة الثالثة". من جهته قال الامين العام للاتحاد الاسيوي لكرة القدم بيتر فلابان: "حين ابلغ حكم المباراة الحكم الرابع انه سيغير المرمى ارادت اليابان الغاء اول ركلتين والبدء مجددا، من الناحية النفسية حين تكون متقدما فإنك لا تريد ان تغير المرمى فجأة، يمكنني فهم سبب احباط لاعبي الاردن. انه امر مؤسف جدا". وقال فلابان: "لفت لاعبان يابانيان نظره الى نقطة الجزاء ووجد ان النجيل اقتلع"، واشار الى ان المشكلة نتجت عن عاصفة ممطرة. وقال: "هطل مطر غزير قبل المباراة وتسبب ذلك في المشاكل. لكنه كان قرار الحكم ومسؤوليته، تعرضنا لاعطال في الاضواء وفيضانات وعواصف رعدية لكن لم يحدث شيء كهذا من قبل. يجب ان ننظر في الامر وان نبلغ الفيفا. انها تجربة تعليمية". ونفى فلابان ان تكون اليابان تورطت في الاعيب، وقال "اثناء متابعة المباراة عبر التلفزيون داخلني ذلك الشعور حين رأيت الاحتياطي والجهاز الفني يتدخلون لكنني التزم تماما بتقرير الحكم ولم يكن هناك تأثير من اليابان". لكن قائد المنتخب تسونياسو مياموتو ابلغ الصحافيين انه كان اقنع الحكم بتغيير المرمى. وفي اشارة الى اهدار قائد المنتخب الانجليزي ركلة جزاء امام البرتغال في كأس اوروبا 2004 قال مياموتو: "ديفيد بيكهام فعل الشيء ذاته بسبب أرض الملعب وعندما اشتكت انكلترا تم تجاهلها. شعرت أن عليّ ان أحاول اقناع الحكم".