تشهد معامل انتاج المثلجات الايس كريم العراقية كساداً ملحوظاً، في وقت تمتلىء فيه الأسواق بكميات متنوعة من الايس كريم المستورد من دول الجوار، وخصوصاً من سورية والأردن، والتي تبدو مبيعاتها عالية قياساً إلى مبيعات المرطبات العراقية، مع اقتراب فصل الصيف الشديد الحرارة عندما يزداد الطلب عادة على المثلجات. تشهد صناعة الايس كريم المحلية في العراق،"الموطا"كما يسمى الايس كريم في اللهجة العراقية، تراجعاً في نسبة المبيعات، الأمر الذي اضطر غالبية أصحاب المعامل إلى إغلاق محالهم وطرحها للبيع. ويقول رشيد عبدالامير صاحب معمل"طيبة"لانتاج الآيس كريم في بغداد:"الآيس كريم المستورد يغزو السوق العراقية حيث يشتد الطلب عليه لطعمه المتميز في حين تتراجع مبيعاتنا من المثلجات المحلية لابتعادها عن المواصفات الجيدة التي كانت تتمتع سابقاً بها". وعزا السبب الرئيسي في عدم اقبال المواطنين على الآيس كريم المحلي إلى لجوء بعض أصحاب المعامل إلى الغش في المواد الاولية الداخلة في صناعتها كماً ونوعاً لتحقيق ربح اكبر ممكن، الأمر الذي يعزز شراء المثلجات المستوردة التي تصنع بمواصفات عالمية عالية. ويقدم مرتضى نور، صاحب مصنع لانتاج الآيس كريم والعصائر المثلجة، أسباباً أخرى لتراجع المبيعات فيقول:"انعدام وصول المواد الاولية التي تُصنع منها الموطا الى العراق دفع باصحاب المحال إلى استخدام مواد بديلة غير مناسبة، ما أثّر في النوعيات المصنعة"، مؤكداً أن التجار باتوا يفضلون استيراد الايس كريم وبيعه والاستغناء عن إستيراد المواد الاولية. ويضيف:"كذلك فإن المكائن المصنعة التي نمتلكها باتت مستهلكة لا تستطيع مواكبة التقنيات الحديثة في تصنيع الايس كريم المستورد في خارج العراق حالياً". ويدخل السعر كعامل أساسي في تفضيل المنتجات الأجنبية لأن"الانواع المستوردة تباع باسعار جيدة تناسب دخل المواطن العراقي وهي أقل سعراً من المنتوج المحلي". ويقول التجار"الآيس كريم السوري هو الأكثر مبيعاً وطلباً من قبل العراقيين". ويلفت زاهي خالد، وهو صاحب معمل"النور"لتصنيع الآيس كريم، إلى أن"المواطن العراقي بات حذراً عند شراء الآيس كريم المستورد لأنه لا يخضع للفحص عند دخوله العراق ويتجنب شراء المحلي الذي لا يخضع للرقابة عند تصنيعه، فهو فاقد الثقة بالاثنين، ما يجعله يتجه الى شراء الايس كريم الجاهز من محال بيع المرطبات، لا سيما المحال التي تمتلك اسماً معروفاً في السوق والتي حازت منذ أعوام على ثقة الزبائن". ولعل هذا التفسير الأخير هو الذي يبرر الرواج الذي باتت تعرفه محال بيع المرطبات في بغداد والتي تشهد مبيعاتها إقبالاً واسعاً، سيما مع قدوم فصل الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة إلى حدود 55 درجة في العراق. ويؤكد جاسم سليم، وهو صاحب محل مرطبات في شارع الربيعي في بغداد، أن مبيعاته لم تتأثر سلباً او ايجاباً بالانواع المستوردة لكنه اعرب عن تخوفه من الانواع المغشوشة التي باتت تغزو السوق بأثمان بخسة وبنوعيات رديئة حاملة أسماء علامات تجارية معروفة، على رغم أنها تصنع في اماكن تصنيع مجهولة. ويقول:"في ظل الانفلات الأمني وغياب عين الرقيب باتت البضائع ذات النوعية الرديئة المضرة اغلب الاحيان بصحة المواطن منتشرة بكثرة". ويعتبر المحللون أن صناعة الآيس كريم في العراق مثلها مثل باقي الصناعات المحلية تتأرجح بسبب ضعف الاستثمارات وعدم تنظيم بيئة العمل والتجارة منتظرة اليد التي تنتشلها من حالة الاهمال الذي باتت تعيش فيها.