تشهد صناعة الحلويات العراقية ركوداً بسبب ارتفاع اسعارها مقارنة باسعار المواد الاولية التي تدخل في صناعتها وهي الدقيق والسكر والدهن والتي تتوافر في السوق المحلية كثيراً وباسعار منخفضة، نتيجة استمرار تدفقها إلى العائلة العراقية عبر البطاقة التموينية. ويقول سعد سالم صاحب محل سعد للمعجنات والحلويات:"تعاني صناعة الحلويات كساداً واضحاً سببه عزوف المواطنين عن شراء الحلويات العراقية بعد اغراق السوق المحلية بالحلويات والسكريات الأجنبية المستوردة، من شوكولاتة وبسكويت وحلويات جاهزة اخرى"، مشيراً إلى ان التدفق غير المنظم والكثيف للسلع المستوردة سيؤثر تدريجياً في الصناعة المحلية. وأضاف:"الحدود المفتوحة ودخول المواد بلا شروط او قيود ساهم في تحول بعض تجار الدول المجاورة للعراق الى اثرياء"، في اشارة إلى التجار الاردنيين والسوريين الذين باتوا يفضلون تصريف بضائعهم في السوق العراقية لتحقيق ربح اكبر. وعانت صناعة الحلويات العراقية مشاكل عدة قبل سقوط نظام صدام حسين، أهمها المصاعب التي كانت تعاني منها المعامل والمصانع الكبرى نتيجة ظروف الحصار الاقتصادي وغياب الظروف الملائمة لأي صناعة متطورة. وعلى رغم هذا يقول التاجر علي سبحان صاحب مصنع لصناعة الحلويات الجاهزة:"كان المصنع الذي امتلكه أفضل حالاً من الوقت الحاضر، على رغم محدودية الربح الذي كنت احققه من جراء عملي، إلا أنه لم يخطر على بالي ان أتعرض إلى خطر الافلاس كما اليوم"، لافتاً إلى أن السبب الأساسي الذي حمله على اغلاق مصنعه هو كثرة الحلويات الجاهزة وتحول المواطنين عن شراء الحلويات المحلية. ويضيف:"عرضت المصنع للبيع وتحولت الى تاجر مستورد للحلويات السورية". ويؤكد مؤيد خليل صاحب معجنات"الوردة البيضاء"انه على رغم استقرار الوضع المادي لغالبية موظفي الدولة، لم يساعد ذلك كثيراً في زيادة مبيعاته، مستثنياً من ذلك"كيك الاعراس"الذي زاد الإقبال عليه بعد الزيادة الملحوظة التي طرأت على مناسبات الافراح كالزواج مثلاً. ويضيف:"تشهد صناعة الحلويات انتعاشاً ملحوظاً في شهر رمضان المبارك، سيما البقلاوة العراقية خصوصاً الزلابية التي لا يستغني عنها العراقيون في مائدة رمضان. ويشير إلى انه حتى حلويات الموصل الشهيرة، التي يتوافد عليها الزوار العرب والأجانب ليتذوقونها، باتت تعاني انخفاضاً في نسبة مبيعاتها من قبل العراقيين. ويقول:"يفضل السوريون السجق والحلقوم ومن السما ويتسوقون كميات كبيرة منها"، مشيراً إلى ان الأمر نفسه يحدث في مدينتي كربلاء والنجف حيث يتقاطر الزوار الايرانيون لزيارة العتبات المقدسة ثم يعودوا إلى ديارهم حاملين هدايا أولها"الحلاوة النجفية".ويضيف:"نضطر في اغلب الاحيان إلى رفع أسعار بضائعنا لنحقق توازناً في الموارد نستطيع من خلاله دفع ايجار المحال ودوفع رواتب العمال وشراء مستلزمات الانتاج". ويتابع ان الصناعة المحلية من الشوكولاتة والبسكت العراقي قد تأثرت مبيعاتها أيضاً لغياب عين الرقيب التي تقوم بفحصها وبيان مدى صلاحيتها لأجل المحافظة على ثقة المواطن العراقي بالصناعة المحلية.