أضحى المواطن أحمد يوسف بن درويش، أشهر شخصية في مدينته رأس الخيمة والامارات قاطبة، بعدما دفع أمس 8 ملايين درهم أو ما يقارب 1.5 مليون جنيه استرليني، لشراء الرقم "1" المميز للوحة سيارته، بعد مزاد مثير نظمته شرطة رأس الخيمة بالتعاون مع إحدى الشركات المختصة بالترويج للسيارات، على مسرح المركز الثقافي في رأس الخيمة. وقال ل"الحياة" أحمد، وهو مدير أحد المصارف في المدينة، بعد فوزه، إنه سعيد، و"اللي في خاطري أخذته"، مؤكداً انه لن يتنازل عن الرقم المميز مهما عُرِض عليه، ولو أضحى الرقم من عددين. وأضاف انه يشعر بالفخر لفوزه بهذا "التحدي"، والأهم أن ذلك المبلغ "سيعزز موازنة شرطة المدينة وعملها، ويرفع اسم رأس الخيمة عالياً". وعاشت إمارة رأس الخيمة على إيقاع المزاد الذي أصبح حديث المجالس ومحور التكهنات في رسائل الهواتف النقالة، واعتبر من أهم أحداث الشهور الأخيرة التي تلت التغيير في ولاية العهد التي اسندت الى الشيخ سعود بن صقر القاسمي. وهو عرِف عنه اعجابه بتجربة امارة دبي التنموية والاعلانية الترويجية، ويبدو ان الاختبار الأول لرأس الخيمة في تمرين جذب الأضواء اليها، كان ناجحاً بكل المقاييس... إذ حطم ثمن الرقم "1" الرقم القياسي الذي بلغه مزاد أرقام السيارات الأول في الإماراتودبي عام 2001 بعدما تجاوز عتبة 3 ملايين درهم. وكان حصاد شرطة رأس الخيمة في المرحلة الأولى من المزاد على الأرقام الأحادية والثنائية جيداً، حيث تمكنت من جمع 14.5 مليون درهم، ايرادات بيع 7 أرقام مميزة بين 27 رقماً كانت مخصصة لهذه المرحلة. غصت قاعة المسرح بما يفوق على 500 شخص، من شيوخ الإمارات ورجال الأعمال وعناصر الشرطة، وكان لافتاً طغيان الشبان وحضور مجموعة من النساء اللواتي اكتفين بالمشاهدة. نقلت اذاعة رأس الخيمة الحدث على الهواء مباشرة، وعاشت المدينة حدثاً فريداً، في ظل دعاية وتنظيم محكم وأجواء احتفالية. استأثر الرقم "1" بالحيز الأكبر من الساعات الخمس للمزاد... ارتفعت الأصوات وازدادت الحماسة بعد كل زيادة مالية، وأضفت المؤثرات الصوتية رونقاً مثيراً، حيث ساد القاعة صمت رهيب بعد تجاوز عتبة ال5 ملايين درهم، وعلت الدهشة وجوه الحاضرين بعد رسو المزاد على مدير المصرف ودفعه 8 ملايين درهم في رقم للوحة سيارة، فتهامس بعضهم عن اسم المالك الحقيقي للرقم المميز. كما حضر بعض الشبان من الإمارتين "الغنيتين" أبوظبيودبي، لكن العقيد الشيخ طالب بن صقر القاسمي المدير العام لشرطة رأس الخيمة حصل على الرقم "2" بمبلغ 4 ملايين و100 ألف درهم، وحصل اللبناني أحمد خالد يانجي على الرقم "3" بنصف مليون درهم، وكان الرقم "4" للمواطن محمد حميد الشعالي بمبلغ 515 ألف درهم، ونال مواطنه عبدالله علي سليمان الرقم "5" ب510 آلاف درهم، كما حصل الشيخ خالد بن صقر بن سلطان القاسمي على الرقم "88" بمبلغ 160 ألف درهم، وفاز محمد غباش بالرقم 99 ب205 آلاف درهم. ووقع كل من رسا عليه المزاد شهادة امتلاك الرقم بعد نهاية العرض على خشبة المسرح، كما تبددت الإشاعات والتكهنات... وادخلت البهجة إلى قيادة الشرطة في المدينة والتي ستستفيد من هذه الايرادات لدعم عملها، وحققت "العدالة" بين الجميع بفتحها المزاد أمام المواطنين والمقيمين، و"عززت علاقتها" بالجمهور. عندما شاع الخبر في المدينة التي اشتهرت بزراعتها وكفاءاتها العلمية الشابة التي يعمل معظمها في الامارات المجاورة، شعر بعضهم بشيء من الامتعاض للأرقام الفلكية التي دفعت ثمناً للأرقام المميزة، في حين اعتبر آخرون أن ذلك هو الثمن لتكون الصورة أجمل... سألنا الفائز بالجائزة الكبرى، عن السيارة التي سيختارها لتحمل الرقم "1"، فقال إنه لا يزال متردداً بين "بي ام دبليو" و"رانج روفر"، وان الاختيار سيحسمه أبناؤه وشبان رأس الخيمة.