اكد مصدر في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق حل ما بقي من "قوات بدر" الجناح العسكري للمجلس، وتحويلها الى المنظمة المدنية التابعة له، وبيع معظم معداتها العسكرية واستغلال العائدات في مشاريع مدنية لمساعدة المتضررين من النظام السابق. وقال الشيخ حميد معله الساعدي، معاون مسؤول المكتب التنظيمي في "المجلس" ل"الحياة": "وجدنا ان من غير المناسب وجود ميليشيات بعد تحقق الهدف الذي شكلت من أجله، ولدينا أهداف اكبر تتمثل في بناء العراق بعد التدمير الكبير الذي ألحقه النظام السابق بمؤسساته. وهذه المهمة لا تتطلب منا قوة عسكرية ونحن نؤمن بأن المرحلة تستوجب العقل وبذل العرق وليس استخدام البنادق". وكان "فيلق بدر" الذي شكله "المجلس الأعلى" عام 1982 إبان الحرب العراقية - الايرانية، يضم ميليشيا عسكرية في صفوفها مشاة ودروع بالإضافة الى الهندسة العسكرية والطبابة وفوج للبحرية وأفواج المغاوير. ولم يحل تخلي "قوات بدر" عن صبغتها العسكرية دون انضمام افرادها الى تشكيلات الاجهزة الأمنية، ويقول الساعدي ان "منظمة بدر تضم في تشكيلاتها سنة وشيعة وأكراداً ومسيحيين، أي انها تبتعد عن الطائفية". وكانت وثيقة الدستور الموقت لإدارة الدولة الذي وقعه اعضاء مجلس الحكم الانتقالي الاثنين الماضي، تضمنت فقرة عن حل الميليشيات المسلحة لكل القوى السياسية والمدنية، الأمر الذي يطاول بالضرورة قوات "البيشمركة" الكردية التي أعلن الأكراد في اكثر من مناسبة رفضهم القاطع حلها. وحذرالساعدي من أن "الأكراد اذا اصروا على ابقاء قوات البيشمركة مع احتفاظها بوضعها الخاص والمميز وولاءاتها المحسومة للأحزاب الكردية سنطالب بالحق ذاته. لدينا اتفاقات بهذا الصدد ويجب تنفيذها والتزام كل الأطراف، أما في حال سارت الأمور في عكس هذا التوجه، فيمكننا اعادة تشكيل ميليشياتنا". الى ذلك، رفض الشيخ حسن الزركاني، مدير اعلام "مكتب الشهيد الصدر" وصف "جيش المهدي" الذي عمل الزعيم الشاب مقتدى الصدر على تشكيله ب"الميليشيات المسلحة". وقال ل"الحياة": "نحن جيش عقائدي لا ميليشيا مسلحة، وما نملكه لا يتعدى الأسلحة الخفيفة التي لا تشكل جيشاً. ليست لدينا امكانات مادية أو بشرية لتشكيل هذا الجيش ولا تتوافر لدينا معسكرات أو غيرها، فكيف يطالبوننا بحل الميليشيات المسلحة؟". ورأى ان "مماطلة" الأكراد في حل "البيشمركة" دليل على "نيتهم التنصل من أي واجبات ملقاة على عاتقهم"، واضاف: "الأكراد حصلوا على كل الحقوق التي طالبوا بها وسيعملون للتنصل من أي واجبات يفرضها عليهم وضعهم كجزء من العراق".