تحاول منظمة الصحة العالمية التخفيف من حال الهلع في العالم نتيجة انتشار "انفلونزا الطيور" في آسيا واحتمال انتقاله إلى أوروبا. ومصادر الهلع هي الشك باحتمال انتقال المرض الذي أصاب عشرات ملايين الطيور، خصوصاً في فيتناموتايلاند والصين، من الإنسان إلى الإنسان، بعد وفاة شقيقتين في شمال فيتنام كانتا على اتصال بشقيقهما المريض، ولم يثبت أن المرض انتقل إليهما من الطيور. وفي انتظار نتائج التحاليل التي تظهر اليوم في شأن إصابة امرأتين في هامبورغ في المانيا، احداهما عائدة من تايلاند، شددت منظمة الصحة العالمية على أن آسيا يمكنها وقف انتشار "انفلونزا الطيور" الذي قتل حتى الآن 12 شخصاً. وقال كلاوس ستوهر، رئيس برنامج الانفلونزا العالمي في منظمة الصحة العالمية: "لا يوجد وباء. إن ما لدينا هو حالات قليلة جداَ". واعتبر أن "الأمور لا تزال في الصندوق ولم تخرج منه. وإذا جلسنا على غطاء الصندوق ستبقى الأمور داخله ولا تزال أمامنا هذه الفرصة". واعتبر أن العدد القليل من الاصابات البشرية "يؤكد فعلاً أن لدينا فرصة للتعامل مع موجة المرض، قبل أن يتغلغل الفيروس بين البشر، شرط أن نقضي على الفيروس بين الحيوانات". لكن خبراء لا يشاطرون منظمة الصحة العالمية هذا التفاؤل، خصوصاً بعدما تحدثت منظمة التغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن خنازير داجنة في فيتنام اصيبت أيضاً بالمرض، وأن بعضها نفق بعد يومين من ظهور العوارض، مما يعني أن المرض ينتشر بين الحيوانات، غير الطيور. وفي محاولة لاتخاذ اجراءات دولية لمواجهة المرض، يعقد في روما، اعتباراً من اليوم ولمدة 3 أيام، اجتماع لكبار الخبراء في منظمة الصحة العالمية ومنظمة التغذية والزراعة والمكتب الدولي لأمراض الدواجن. وعشية الاجتماع، حذر هو شانغ شي، الخبير في منظمة التغذية والزراعة من "ان انفلونزا الطيور تبقى تهديداً خطراً على الصحة العامة وعلى الحيوانات. إن المرض لا يزال ينتشر ومحاصرته لا تزال بعيدة". وكانت منظمة الصحة أعربت في 27 الشهر الماضي عن الخشية من تحول يطرأ على البنية الجينية للفيروس المسبب ل"انفلونزا الطيور"، مما يسهل انتقاله إلى البشر وتصعب إمكانات مكافحته. وفي مثل هذه الحال قد تكون حياة ملايين البشر مهددة من جراء الوباء. لكن الخبراء يشيرون إلى أن هناك 15 نوعاًَ من الفيروس الذي أصاب البشر للمرة الأولى العام 1997 في هونغ كونغ. وواحد من الفيروسات يدعى H5N1 يصيب البشر ويتسبب بمعدلات وفيات مرتفعة، ويمكن علاجه بمضادات الفيروسات، وهو قتل العام 1997 6 أشخاص من أصل 18 مصاباً، في حين قتل سارز 800 شخص وأصاب 8400 آخر منذ ظهوره في تشرين الثاني نوفمبر 2002.