أعلن في لبنان الحداد الرسمي ثلاثة أيام على الرئيس ياسر عرفات، ونكست الاعلام على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وعدلت البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع هذه المناسبة الاليمة. كما شكل وفد رسمي للمشاركة في التشييع في القاهرة يضم رؤساء الجمهورية اميل لحود، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة عمر كرامي، اضافة الى وزير الخارجية محمود حمود والمدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد. ويتوجه الى القاهرة أيضاً للمشاركة في الجنازة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي قطع زيارته لموسكو وتوجه الى العاصمة المصرية على رأس وفد من الحزب والنائب غازي العريضي، اضافة الى الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم، والأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي وتوفيق سلطان وآخرون ممن كانوا في الحركة الوطنية. وأعرب لحود عن ألمه لغياب عرفات، معتبراً ان وفاته"خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني الشقيق والأمة العربية ودول العالم". وقال في رثائه:"فقدت الأمة زعيماً كبيراً ومناضلاً جسّد في شخصه رمز الكفاح المشروع لشعب أبي بهدف استعادة حقوقه المسلوبة من جانب من اعتنق غطرسة القوة واستباحة المحرمات نهجاً، متفلتاً من أي قيود، وغدت صلابته مبعث أمل في تحقيق الارادة الوطنية للشعب الفلسطيني في انشاء وطن ودولة على أرض فلسطين المثخنة بالجراح". وأكد مشاركة لبنان الشعب الفلسطيني في حزنه العميق"خصوصاً أن الراحل الكبير كان يدرك مدى وقوف لبنان الى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي طليعتها حق العودة الى أرضه"، مشدداً على ان"لبنان الذي دافع عن هذه القضية سيواصل العمل كي تتحقق الأهداف السامية التي من اجلها ازهقت أرواح وأريقت دماء، مستلهماً مواقف عرفات". وأبرق بري الى رئيسي المجلس التشريعي روحي فتوح والوطني الفلسطيني سليم الزعنون معزياً بوفاة عرفات"قائد مسيرة الشعب الفلسطيني الشقيق وكفاحه الطويل خلال الاربعين عاماً الماضية"، ومتمنياً"ان تكون الوحدة الوطنية لشعبكم هي السلاح الاقوى في مواجهة المخططات المعادية ومتابعة النضال في سبيل تحقيق الاماني الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني المتمثلة في اقامة دولته المستقلة على كل ترابه الوطني". ونعى كرامي الى اللبنانيين والعرب الرئيس عرفات"الذي كان القائد والزعيم الذي اجمع عليه الشعب العربي الفلسطيني رمزاً لقضيته". وأعلن تعازيه الى"أهلنا في فلسطين"، وناشدهم"جميعاً التمسك بوحدتهم الوطنية لمواصلة الصمود والمقاومة في وجه الهجمة الصهيونية والمذابح التي ينفذها الشارونيون في الضفة والقطاع المحتلين على مرأى من العالم". وأعلن"الوقوف الدائم الى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه واقامة دولته المستقلة كما نتمسك دائماً بحق العودة لاخوتنا اللاجئين". واعتبر الحريري ان"رحيل عرفات في هذه المرحلة الصعبة يفرض على كاهل القيادة الفلسطينية اعباء استمرار النضال وتحمل مسؤولية الحفاظ على الوحدة الداخلية بين جميع ابناء الشعب الفلسطيني". ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان عرفات"غاب في مرحلة حرجة ودقيقة". وقال:"كان طيلة حياته ضمير شعبه الحي وكلمته الحرة في تحدي الموت. كان مالئ الدنيا وشاغل الناس والدول، فكان جزاؤه نبذاً من اميركا واسرائيل، ونعم الجزاء". وقال الرئيس رشيد الصلح:"لقد خسر العرب رجلاً كبيراً من رجالاتهم وقائداً من ابرز قادتهم في معارك النضال والتحرير". وأبرق الأمين القطري لحزب"البعث العربي الاشتراكي"في لبنان وزير العمل عاصم قانصوه الى القيادة الفلسطينية، معزياً. وناشد الفلسطينيين"التمسك بوحدتهم لمواجهة كل انواع المؤامرات". ونعى عرفات الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني والرابطة الاسلامية لطلبة فلسطين واتحاد العاملين في وكالة"الأونروا"في لبنان.