لم تكن ردود الفعل على هجوم الفلوجة بالحجم الذي توقعه المقاتلون الذين ناشدوا الدول العربية والاسلامية والمنظمات الانسانية استنكار الهجوم ومساعدة المحاصرين في المدينة، لكن صدرت تصريحات ومنها تصريح لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي أعرب في طهران عن أسفه"لاستمرار الهجمات العسكرية"، وقال:"كما استنكرنا الهجمات التي تعرضت لها النجف نستنكر الهجمات على الفلوجة". وفي بيروت، نظمت"الحملة الأهلية لنصرة فلسطينوالعراق"اعتصاماً امام بيت الأممالمتحدة استنكاراً للهجوم على الفلوجة، شاركت فيه شخصيات سياسية وحزبية، ورفعت لافتات اعتبرت ان"من فلوجة العراق الى فلوجة فلسطين مقاومة واحدة وعدو واحد". كما رفع المعتصمون الأعلام العراقية الى جانب اللبنانية. ووجهوا مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان طالبته ب"التحرك ولو نظرياً لوقف هذا العدوان المتمادي ضد العراق وشعبه ووحدته". ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص"ان بلاء العالم اليوم هو غطرسة القوة التي تحرك سياسة الدولة العظمى"، مشيراًً الى"ان التاريخ الحديث يشهد على ان اميركا ما أقدمت على مغامرة عسكرية وربحت فيها منذ الحرب العالمية الثانية". وانتقد الحكام العرب الذين"يصمّ صمتهم حيال ما يجري في العراق الآذان". ولاحظ العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله"وجود اصولية اميركية تتغذى من اصولية اخرى بطريقة مباشرة او غير مباشرة". وأكد ان تهميش الأممالمتحدة هو هدف من الأهداف التي رسمها المحافظون الجدد في اميركا، وأن الحرب الاستباقية هي استراتيجية اميركية تستخدم ضد معارضي السياسة الأميركية. ورأى"ان غرق الإدارة الأميركية في وحول العراق سيضطرها اكثر في المرحلة المقبلة للتخفيف من حركتها العدوانية في المنطقة او لتغيير اساليبها في اكثر من موقع لكن من دون ان يعني ذلك التخلي عن استراتيجية السيطرة على مواقع النفط والطاقة او إغفالاً لمبدأ تقديم امن اسرائيل على امن المنطقة كلها". في جاكارتا، قال وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويرايودا ان"الوضع ليس ايجابيا بشكل عام"، مشيراً الى ان"الهجمات الكبرى على المناطق السنية"لن تؤدي الا الى"اثارة غضب الطائفة السنية". واوضح ان"نتائج هذا الهجوم العسكري لن تقتصر على الناحية المادية في المباني المدمرة والقتلى فحسب انما ستؤدي ايضا الى تعقيد عملية السلام في العراق". واشار الى ان اثارة غضب الطائفة السنية"لن تساعد في تشكيل التحالف الضروري للعملية الانتقالية التي يفترض ان تلي". وتعارض اندونيسيا التي يعتنق اكثر من تسعين في المئة من سكانها البالغ عددهم 223 مليون نسمة الديانة الاسلامية العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في العراق. في لندن، دانت منظمات اسلامية بريطانية الهجوم على الفلوجة معتبرة انه محاولة"فظيعة"وغير فعالة لارساء الديموقراطية. وقال اقبال سكرني الأمين العام لمجلس المسلمين في بريطانيا"لا يمكن ان يفتح الجيش الاميركي صفحة جديدة من التحرير والديموقراطية في العراق بترهيب المواطنين وقتلهم بهذه الطريقة المريعة". ودان حزب"التحرير الاسلامي"محاولة الاستيلاء على المدينة لتحريرها من المسلحين السنة، معتبرا الهجوم"مذبحة فظيعة يتعرض لها مدنيون". وألقى هذا الحزب خطابات امام آلاف المسلمين في مسجد في وسط لندن الثلثاء لمناسبة ليلة القدر. ويقيم نحو مليوني مسلم حاليا في بريطانيا.