وصل رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي أمس الى اسلام آباد في اول زيارة يقوم بها رئيس حكومة هندي الى باكستان منذ شباط فبراير 1999، وتعتبر فرصة تاريخية امام القوتين النوويتين للبناء على تحركات للسلام. وقال فاجبايي في مقابلة مع التلفزيون الباكستاني انه مستعد لاجراء محادثات مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، مؤكداً ضرورة وجود "حوار مستمر" بين الهندوباكستان بشأن كشمير. واضاف: "المشكلة هي انه لم تجر محادثات مستمرة. باكستان تكرر موقفها من كشمير، ونحن نفعل الشيء ذاته والعالم يقول ان علينا حل النزاع. نحن بحاجة الى الوقت للتحرك قدما، يجب ان يكون هناك حوار مستمر". قبل ذلك كان رئيس الوزراء الهندي صرّح الى محطة تلفزيون هندية بأنه يستبعد اجراء محاثات ثنائية رسمية مع مسؤولين باكستانيين على هامش الزيارة التي يقوم بها لحضور القمة الاقليمية لدول جنوب آسيا السبع التي تفتتح اليوم. وقال: "نريد استخدام طاقاتنا لإنجاح قمة منظمة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي ... واذا تحدثنا في امور اخرى غير الاقتصاد خلال القمة سيكون هناك ارباك". أما رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله جمالي فأشار الى امكان عقد قمة هندية - باكستانية مصغرة على هامش القمة. وقال ان السبيل الوحيد لتمهيد المناخ لاقامة تعاون إقليمي هو تسوية النزاعات الثنائية، آملاً بأن تمهد القمة الطريق لاستئناف الحوار بين بلاده والهند لحل جميع الخلافات القائمة بينهما في شأن إقليم كشمير. وتأتي الزيارة في وقت بدأت العلاقات بين الهندوباكستان تشهد تحسناً منذ الربيع الماضي بعد ازمة دامت عامين كادت تتحول الى نزاع مسلح بين البلدين في ربيع 2002. ولكن على رغم تحسن العلاقات ما زالت الهند تطالب باكستان بتفكيك البنى التحتية الارهابية على اراضيها وان تساعد اجهزة الاستخبارات على اعتقال مجموعات انفصالية ناشطة في كشمير الهندية وهي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات الثنائية رسميا بين نيودلهي واسلام اباد. ويفترض ان يتم خلال قمة منظمة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي تضم بنغلادش وبوتان والهند وجزر المالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا اعتماد اتفاقات عدة حول اقامة منطقة للتبادل الحر وتوقيع بروتوكول حول الارهاب. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان الولاياتالمتحدة كثفت جهودها لحماية حليفها الرئيس برويز مشرف بعد محاولتي اغتيال تعرض لهما أخيراً تحملان بصمات تنظيم "القاعدة"، وان واشنطن حضت الرئيس الباكستاني على شن حملة أكثر صرامة على منظمات اسلامية تتهمها بالارهاب. لكنها أكدت ان الولاياتالمتحدة لم تقدم حراساً شخصيين، وهي خطوة اتخذت لحماية الرئيس الافغاني حامد كارزاي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ان الولاياتالمتحدة ارسلت أجهزة تشويش الكترونية ساعدت في احباط المحاولة الاولى ضد مشرف حيث تداخلت مع اشارات اجهزة تفجير الشحنات الناسفة، فنجا مشرف من المحاولة بفارق زمني ضئيل فيما قتل في الانفجار 15 شخصاً وأصيب 45 بجروح. وانفجرت قنبلة ثانية في 14 الشهر الماضي بعد لحظات من مرور موكب مشرف.