توقعت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي امس، ان يطول امد محاكمة الرئىس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الى اواخر عام 2004 او بداية 2005، بسبب التأخير الذي طرأ على سيرها نتيجة المصاعب الصحية التي تعرض لها. واعترفت بوجود مشاكل تحول دون توفير ادلة كافية في شأن علاقة ميلوشيفيتش بالمجازر التي ارتكبها الصرب خلال الحرب البوسنية في مدينة سريبرينتسا شرق ومناطق بوسنية اخرى. وجاء ذلك غداة توجيه المحكمة في بلغراد التهمة رسمياً الى 44 من انصار ميلوشيفيتش من بينهم ميلوراد لوكوفيتش قائد وحدة "القبعات الحمر" الخاصة، وذلك بتنفيذ جريمة اغتيال رئىس الحكومة الصربية السابق زوران جينجيتش في 12 آذار مارس الماضي. ويتهم عناصر "القبعات الحمر" ايضاً، بالتورط في جرائم حرب في البوسنة وكوسوفو. وشكل اعضاؤها مافيا تعرف باسم "زيمونسكي كلان" متورطة في الفساد في صربيا وشراء ذمم أفراد الشرطة. واحيل المتهمون الى المحاكمة بعد تحقيقات واسعة شملت نحو ألف شخص جرى اعتقالهم بموجب قوانين الطوارئ التي فُرضت بعد اغتيال جينجيتش. وضع حجر الاساس لجسر موستار على صعيد آخر، حضر مسؤولون محليون ودوليون وممثلون عن منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة امس، مراسم وضع حجر الاساس لاعادة بناء الجسر الحجري الشهير باسم "تاري موست - الجسر القديم" في مدينة موستار، وذلك بكلفة تبلغ نحو 20 مليون دولار تبرعت بها حكومات ومنظمات دولية. وكان الجسر يعتبر احد اهم المعالم التاريخية البوسنية التي صنفتها منظمة اليونيسكو ضمن التراث الانساني المصان دولياً. واكمل الاتراك بناءه، مع وفاة السلطان سليمان القانوني الذي امر باقامته عام 1556 فوق نهر "نيرتيفا" الذي يقسم موستار الى شطرين. وعادلت تكاليفه 300 كلغ فضة بحسابات ذلك الوقت، وصممه المعماري العثماني الشهير سينان. وكان شبان البوسنة يقيمون مهرجاناً سنوياً للقفز من فوق الجسر على ارتفاع 30 متراً الى مياه النهر، في حين كان يعبر فوقه سنوياً اكثر من 3 ملايين سائح يأتون لزيارته من انحاء العالم. ودمرت القذائف الكرواتية الجسر في 9 تشرين الثاني نوفمبر 1993 لمنع المسلمين من استخدامه للعبور من شطر المدينة الشرقي والاستيلاء على شطرها الغربي الذي سيطر الكروات عليه وجعلوه عاصمة "لدولتهم في البوسنة". وأقامت القوات الدولية سفور بعد وقف القتال آخر 1995، جسراً خشبياً عائماً موقتاً لتسهيل الاتصال بين شطري المدينة.