تولت إيطاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي خلفاً لليونان أمس، وسط مخاوف واسعة تتمحور حول رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، أحد أكثر الأشخاص ثراء في أوروبا. ويأتي ذلك في أعقاب توتر شاب العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا في وقت سابق من هذا العام، عندما رفضت فرنساوألمانيا وغيرهما من الدول الاوروبية مساندة الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق فيما أيد برلوسكوني الحرب. كما تتولى حكومته مسؤولية العلاقات بين جانبي الأطلسي خلال فترة صعبة يتخللها استئناف مفاوضات التجارة العالمية في وقت لاحق من هذا العام. كما تمهد حكومته الطريق لانتقال سهل إلى اتحاد أوروبي موسع في أيار مايو 2004، مع انضمام عشر دول جديدة إلى دول الاتحاد الخمس عشرة. وفي تشرين الأول أكتوبر المقبل، يفتتح برلوسكوني مؤتمراً حكومياً لوضع اللمسات النهائية على دستور الاتحاد الموسع. ويرغب برلوسكوني في إدراج نتائج المؤتمر في إطار معاهدة روما جديدة بعد 46 عاماً من توقيع معاهدة روما الأولى. ويعرض برلوسكوني اليوم، خططه أمام البرلمان الإيطالي حيث يتوقع أن يواجه بعض الأسئلة غير الودية، بسبب موقفه الموالي للولايات المتحدة وآرائه عن مستقبل أوروبا، وكذلك عن قانون جديد في إيطاليا يعلق التحقيقات ضده في تهم الفساد. وكانت محكمة إيطالية تنظر في قضية فساد ضد برلوسكوني طعنت رسمياً الاثنين في قانون مثير للجدل يمنح رئيس الوزراء الحصانة، وناشدت المحكمة الدستورية في البلاد مراجعة القانون. إلا أن محاكمة برلوسكوني المتهم برشوة القضاة في صفقة تجارية عام 1985 ستبقى معلقة حتى تصدر المحكمة الدستورية قرارها وهو أمر قد يستغرق شهوراً. وقال زعيم الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في ألمانيا مايكل موللر إن تولي برلوسكوني الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "يلقي بظلاله على القارة". واعتبر أن "برلوسكوني تجسيد للمحسوبية"، مضيفاً أنه "يهدم استقلال النظام القضائي ويكيف القانون طبقاً لرغباته ويضع مصالحه الشخصية على مستوى مصالح الدولة ويسيطر على الإعلام". وقالت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الإيطالية إن الشكوك "تنتشر على الصفحات الأولى في أنحاء القارة كافة". وتشيع الأسئلة عما إذا كان برلوسكوني يمتلك "المزايا الأخلاقية والقدرة اللازمة لتولي رئاسة الاتحاد". وقالت صحيفة "لا ستامبا" إن الأوروبيين قلقون بشأن دعوات برلوسكوني المتكررة لأوروبا إلى التوسع أكثر لتشمل تركيا وروسيا وإسرائيل. ويقول المراقبون السياسيون إن من المرجح أن يستخدم برلوسكوني منصبه في رئاسة الاتحاد لتوسيع دور الاتحاد في الشرق الأوسط. وقال برلوسكوني مطلع الأسبوع الحالي إن "أوروبا لا تخصص سوى واحد في المئة من إجمالي ناتجها المحلي للدفاع، مقارنة بأربعة في المئة تخصصها الولاياتالمتحدة لدفاعها". وأضاف: "إذا كنا نتمتع بالسلام والأمن الدوليين فهذا بفضل مساهمات المكلفين الأميركيين". وأشار إلى أنه سيتخلى عن أحد التقاليد الأوروبية وهي قيام الرئيس الجديد بزيارة مجاملة لعواصم دول الاتحاد. وقال: "الهاتف وإنترنت موجودان".