لا يختلف اثنان على منح القادسية لقب "الحصان الأسود" في الموسم السعودي لكرة القدم الذي اسدل الستار عليه قبل ايام، وذلك في ضوء العروض المميزة التي قدمها الفريق الصاعد الى الاضواء بعدما امضى اكثر من عامين في الدرجة الاولى. ولفت القدساويون الانظار وأبدى النقاد والمتابعون للدوري اعجابهم الشديد بالفريق المكافح الذي يقوده المدرب التونسي احمد العجلاني، والذي نجح في تبديل الصورة التي كانت سائدة عن الفرق الجديدة على الدوري الممتاز، وعن المدربين العرب خصوصاً بعدما تمكن من تنصيب فريقه بين "الكبار"، وظل يعمل من دون كلل او ملل لفرض وجوده وتأكيد جدارته. وعلى رغم خروج القادسية من الموسم خالي الوفاض، إلا ان الحزن لم ينتاب عشاقه اذ فرحوا ببلوغ الفريق الشاب المربع الذهبي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين اقوى البطولات المحلية، ثم اقصائه النصر في اولى مواجهات المربع ولم يتوقف "مدّه" إلا أمام الاهلي بعدما جرّعه العلقم وأقلق وسائطه فلم يتمكن القلعة من تجاوزه إلا بالهدف الذهبي 3-2. ويكمن تألق القادسية هذا الموسم في اعتماد ادارته على اللاعبين الشباب وتعزيز قاعدته بالبناء الصحيح في الاعوام الماضية، ما اسفر عن تحقيق ما خُطط له، اذ لفت عناصره الانظار اليهم وبرز منهم كثر امثال الحارس هاني العويض وسعود كريري وعبده حكمي وياسر القحطاني وسعيد الودعاني وجابر الحقوي وزكريا الهداف وسلمان الخالدي. ولا يتجاوز عمر هؤلاء ال23 عاماً، ما حدا بمدرب المنتخب الاول الهولندي جيرارد فان درليم الى استدعاء اربعة منهم وضمهم الى صفوف "الأخضر". وسعدت الجماهير القدساوية بهذا الجيل الشاب الذي قارع اللاعبين الكبار في الاندية الاخرى. وتفوق عليهم في جولات عدة ولكن سوء الطالع وقف نداً له في اكثر من مناسبة. ويبقى عزاء القادسية الابزر في ان لاعبيه الشبان سيعمرون طويلاً في الملاعب وسيكونون قادرين على الدفاع عن ألوانه، وسيسعون لتحقيق الألقاب في الموسم المقبل، ويعيدون الامجاد التي حققها اسلافهم الذين احرزوا كأس الكؤوس الآسيوية وكأس ولي العهد قبل عشرة أعوام. ولكن الادارات التي تعاقبت على مقدرات النادي لم تستطع المحافظة على الجيل الذهبي، وانتقل معظم افراده الى اندية اخرى وباتوا من اعمدتها الاساسية. وهجر آخرون الملاعب في سن مبكرة، الامر الذي دفع بالفريق الى التقهقر والهبوط الى الدرجة الاولى. ويخشى الجمهور القدساوي من ان يعيد الماضي نفسه فتتهافت الاندية الكبيرة على خطف نجومه بفضل المغريات التي تقدمها ولا تستطيع الادارة القدساوية توفيرها. لا سيما ان صناع القرار في الاندية العملاقة "يصوبون" على اكثر من قدساوي ويسعون لجذبهم الى بورصة الانتقالات، ما يزيد من حراجة الموقف.