قام وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بزيارة لتونس استمرت أربعاً وعشرين ساعة، انتقل بعدها إلى المغرب التي وصل إليها بعد الظهر، قبل زيارة مماثلة للجزائر. وأجرى الوزير الفرنسي في تونس محادثات مع نظيره الدكتور هادي مهني بحثا خلالها في آفاق تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، خصوصاً مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأفادت وكالة الأنباء التونسية أن الوزيرين عرضا التعاون بين أجهزة وزارتي الداخلية، لكنها لم تعط تفصيلات عن مضمونه. وهذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها ساركوزي لتونس في أقل من ستة شهور، وهي أتت بعد ثلاثة أسابيع من زيارة مماثلة لوزير الداخلية الألماني أوتو شيلي في الذكرى الأولى لحادثة تفجير كنيس الغريبة في جزيرة جربة جنوب التي نفذها التونسي نزار نوار 24 عاماً في نيسان ابريل من العام والماضي، والتي أسفرت عن وفاة 21 شخصاً بينهم 14 سائحاً المانياً وفرنسيان. وكان القاضي الفرنسي المتخصص بمكافحة الإرهاب جان لوي بروغيير زار تونس العام الماضي لتنسيق التحقيق مع الجانب التونسي، وأسفرت التحريات عن اعتقال بلقاسم نوار، عم منفذ العملية، وخمسة عناصر من معارف الأخير في ضواحي ليون فرنسا حيث تقيم أسرته، لكن لم تكشف معلومات دقيقة عن سير التحقيق. يذكر أن اعتقال أحد المسؤولين المفترضين في تنظيم "القاعدة" خالد الشيخ في باكستان أخيراً، أعطى المحققين أملاً بالحصول على مزيد من المعلومات عن عملية تفجير كنيس جربة، وطلبت السلطات التونسية رسمياً تسلمه لاستنطاقه بوصفه آخر من تحادث هاتفياً مع نزار نوار قبل تنفيذ العملية، لكن لم يعرف مستوى تقدم التحقيق على هذا الصعيد. وفي الرباط أ ف ب، أعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاسيو اثر لقاء مع نظيرها المغربي محمد بن عيسى اليوم الخميس أن الارهاب يؤدي الى "معركة بين الوحشية والحضارة". وتفقدت بلاسيو الاماكن التي تعرضت لعمليات انتحارية في 16 ايار مايو في الدار البيضاء، كما عادت الجرحى الاسبان والمغاربة للتعبير عن تضامن اسبانيا مع المغرب. واعربت في لقاء مع الصحافيين في الرباط بعد اجتماع مع بن عيسى، عن "تأثرها للمبادرة الرمزية" التي قام بها الملك محمد السادس الذي زار مطعم "كازا اسبانيا" الذي تعرض لاحدى العمليات الانتحارية وقضى فيه معظم قتلى العمليات، ومن بينهم ثلاثة اسبان. وقالت: "ان الارهابيين يهاجمون الحق الاساسي للانسان وهو الحياة ويريدون تدمير قيم مجتمع منفتح". واعرب بن عيسى من ناحيته عن "تأثر وامتنان" المغرب امام بادرة التضامن التي أظهرتها اسبانيا. وقال ان هذا الموقف يجسد "العمق الحقيقي للعلاقات بين اسبانيا والمغرب المرتبطين بالجغرافيا ولكن ايضاً بمستقبل مشترك".