الهداف عملة نادرة في ملاعب كرة القدم، اعتزل بيليه ولا يزال البرازيليون يتذكرونه، ومثله غيرد مولر في ألمانيا، ويوهان كرويف في هولندا، ودييغو مارادونا في الأرجنتين، ما يؤكد ان التهديف فن قائم بذاته وهو هبة فطرية ربما تنميها التدريبات وتصقلها، لكن من يشتم "رائحة المرمى" قلة قليلة. وملاعب السعودية ليست بعيدة من هذه القاعدة، فالمهاجمون كثر والهدافون المميزون الذين يُشار اليهم بالبنان قلة. هذا ما تعكسه الصورة المحلية حالياً، علماً ان السجل الرياضي زاخر بمهاجمين من طينة الكبار امثال سعيد غراب و"الصاروخ" محمد سعد العبدلي ومحسن بخيت، وماجد عبدالله الذي تبوّأ الصدارة بين زملائه. وتضم الأندية حالياً في صفوفها عدداً من المهاجمين الأكفياء، لكن يبقى لاعب الأهلي طلال المشعل الأبرز بينهم، ويعتبره البعض خليفة عبدالله. وفي مراجعة هادئة لقائمة هدافي مسابقة الدوري في السنوات الأخيرة، نجد انها خلت من المحليين وانحصر التنافس على قمتها بين الأجانب، ويتربع عليها هذا الموسم مهاجم النصر الاكوادوري كارلوس تينيوريو، وينافسه زميله الكونغولي روك بوسكاب، ومهاجم الشعلة البرازيلي كلاوديو منديس، ومواطنه في الطائي سوليو كوستا، ولاعب النصر البوليفي خوليو سيزار، ولاعب الأهلي محمد بركات. ويواجه هؤلاء منافسة خجولة من مهاجم الشعلة نواف الدعجاني والهلالي حسين العلي. ولا يُلام أصحاب القرار في عدد من الأندية عندما يبحثون في كل حدب وصوب عن مهاجمين أجانب قادرين على قيادة فرقهم في ظل شح القاعدة وتواضع مستوى المحليين. ويتمنى الجمهور ان تخرّج الأندية هدافاً يعيد الى الاذهان ماجد عبدالله، ويعتبر الهلاليون ان سامي الجابر هو أحد افضل الهدافين في تاريخ اللعبة المحلية، وهو الذي خلف عبدالله في ارتداء القميص الرقم 9 في صفوف المنتخب. ويؤكد النقاد انه لاعب ذكي ذو امكانات فنية جيدة. وسبق ان أحرز لقب الهداف في استحقاقات عدة محلية وخارجية مع فريقه او "الأخضر"، علماً انه يعتبر افضل من يصنع الفرص لزملائه المهاجمين، لا سيما ان بدايته في شباب "الزعيم" كانت في خط الوسط، ولا يزال يفضل هذا المركز. "الفتى النحيل" وكان الانشغال بمباريات المنتخب والاصابة منعا المشعل 25 عاماً من البروز الدائم مع الأهلي، لذا يحتل مركزاً متأخراً في ترتيب، الهدافين، علماً ان "الفتى النحيل" فرض نفسه اساسياً بفضل موهبته المتقدة. ولفت الأنظار منذ ظهوره الدولي الأول في نهائيات كأس آسيا عام 2000 في لبنان، لكن الاصابة حرمته المشاركة في نهائيات كأس العالم الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان، فعاش مرحلة عصيبة ما لبث ان تجاوزها وساهم في احتفاظ "الأخضر" بكأس العرب في النسخة الثامنة التي أقيمت في كانون الأول ديسمبر الماضي في الكويت. وفي ضوء ادائه الواعد، يأمل الجمهور السعودي ان يعيد المشعل التوهج الى الهدافين السعوديين، ويكون طلال الأول وليس ماجد الثاني.