بدأ مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم رحلة التراجع بعد المشروع الذي تقدم به إلى وزير الشباب والرياضة علي الدين هلال والمتمثل ب"سلب" الأندية حقوقها في الاستغناء عن لاعبيها الذين يتلقون عروض احتراف في أوروبا. وكان رئيس الاتحاد اللواء الدهشوري حرب عقد اجتماعاً مع مندوبين عن الأندية الكبرى المعترضة على المشروع واستمع إلى وجهات النظر المختلفة، وخلص إلى قناعة تقضي بضرورة موافقة الأندية إدارياً ومالياً على الاحتراف عن لاعبيها. وأكد المهندس عدلي القيعي مدير التسويق في الأهلي أن الاتهام الموجه إلى الأندية بالمغالاة في بيع اللاعبين غير صحيح البتة، بدليل أن الأهلي وافق على إعارة لاعبه الدولي الأساسي إبراهيم سعيد إلى إيفرتون الإنكليزي قبل شهرين في مقابل 80 ألف جنيه استرليني فقط، وعلى العكس نجح في رفع سعر لاعبه خالد بيبو إلى مليوني دولار من إيندهوفن الهولندي وأحمد أبو مسلم إلى مليون دولار من نانت الفرنسي، والمفاوضات المبدئية لاحتراف النجمين أحمد بلال وحسام غالي في ألمانيا وإسبانيا تفوق المليوني دولار لكل منهما. ولا يمكن للاتحاد أن يكون سبباً في خفض سعر اللاعب المصري في أوروبا تحت شعار زيادة فرص الاحتراف. وقدم القيعي دراسة عن النجوم الذين احترفوا في أوروبا خلال السنوات العشر الأخيرة، وكشف من خلالها أن الغالبية لم تحقق النجاح المتوقع وعاد أكثر من 60 في المئة منهم إلى أنديتهم المحلية من دون أن يجنوا أي فائدة، وجلسوا طويلاً على مقاعد الاحتياط، ومن هؤلاء سمير كمونة ومحمد فاروق ومحمد جودة وأحمد صلاح حسني في الأهلي، وحازم إمام وطارق السعيد ومدحت عبد الهادي ومحمد صديق في الزمالك. وركز المجتمعون على حقيقة مهمة يمكن أن تؤذي الكرة المحلية وتقلل من شعبية اللعبة وتؤثر سلباً على المنتخب في حال فتح الباب واسعاً لاحتراف الناشئين والكبار من دون موافقة أنديتهم، وأكدوا أن الإفراط في الاحتراف يفرّغ الأندية والمسابقات المحلية من الموهوبين ما يضعف البطولات والمباريات ويبعد الجمهور، ولا يمكن لأي منتخب أن يحتفظ بمكانته من دون مسابقة محلية قوية. واللافت أن أفضل النتائج المصرية تحققت في غياب الاحتراف وكان آخرها بلوغ نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990. وبعد ذلك لم تنجح مصر في التأهل. وفتحت أبواب الاحتراف الأوروبي أمام المصريين على مصراعيها بُعيد إحرازهم كأس الأمم الأفريقية في بوركينا فاسو 1998. لكن النتائج التالية جاءت سيئة جداً ولم تتجاوز مصر ربع نهائي المسابقة في نسختي 2000 و2002.