سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشروع جديد لاحتراف اللاعبين في الخارج من دون استئذان أنديتهم الأصلية . هل يطلق المسؤولون في اتحاد الكرة المصري رصاصة الرحمة على مسابقة الدوري الممتاز ؟
كرة القدم المصرية تعاني دائماً من ضعف مستوى المسابقة المحلية الكبرى المعروفة باسم الدوري العام، والتي انطلقت في نهاية عام 1948... وعلى رغم أن هذه المسابقة هي الأقدم في أفريقيا وآسيا من نوعها، فإنها الوحيدة في العالم التي يعرف الجميع مصيرها قبل أن تبدأ: اللقب للأهلي أو للزمالك، وفي ما ندر جداً أن يذهب إلى ناد آخر. المستوى الهزيل الذي يعاني منه الدوري المصري جعله يتراجع أمام عدد من المسابقات المماثلة في دول عربية أخرى أمثال السعودية والإمارات وتونس، ويبدو أن المسؤولين عن الرياضة المصرية غير راضين على أن تبقى "ذرة" المنافسة الموجودة حالياً لأنهم يبحثون اليوم مشروعاً قد يقر تطبيقه بدءاً من الموسم المقبل... وإذا حصل فيمكننا أن نقول بالفم الملآن: على الكرة المصرية ومسابقاتها المحلية السلام. قدّم مجلس إدارة اتحاد كرة القدم إلى وزير الشباب والرياضة الدكتور علي الدين هلال مشروعاً جديداً لاعتماده وبدء سريانه من الموسم المقبل، وهو يعطي الاتحاد الحق المباشر في الموافقة على احتراف أي لاعب من أي ناد محلي في أي ناد في أوروبا من دون انتظار موافقة النادي الذي ينتمي إليه اللاعب أصلاً. والهدف الأساسي من المشروع، كما يقول اللواء حرب الدهشوري رئيس الاتحاد هو زيادة عدد اللاعبين المصريين المحترفين في أوروبا للاقتراب من عدد اللاعبين الأفارقة المنتشرين في كل أنديتها... ما سيعود بالنفع لاحقاً على المنتخب ويمنحه الفرصة للمنافسة على الألقاب الأفريقية والأولمبية والتأهل إلى كأس العالم. وكشف اتحاد الكرة في مشروعه عن وجود أكثر من 60 لاعباً محترفاً من دول الكاميرون ونيجيريا والسنغال في أوروبا مع وفرة كبيرة من المحترفين من جنوب أفريقيا وساحل العاج والمغرب في أندية أوروبا أيضاً، وقدم مسؤولوه في مشروعهم نماذج من رفض أندية الأهلي والزمالك والاسماعيلي لاحتراف اللاعبين أحمد بلال وخالد بيبو وحسام غالي وأحمد أبو مسلم ومحمد عبدالواحد وجمال حمزة وعبدالواحد السيد ومحمد بركات في أندية أوروبا خلال السنوات الأخيرة. والحقيقة الأكيدة أن النجوم الكفيين الذين يلفتون أنظار أندية أوروبا هم أصحاب الضوء الخافت الوحيد في الدوري المصري، ومعظمهم من صغار السن الذين لم يحصلوا على الخبرة الكافية محلياً ودولياً، ولم يقدموا شيئاً لأنديتهم التي أنفقت الملايين على فرق الناشئين من أجل ظهور لاعب أو اثنين فقط من كل جيل أو جيلين من الصغار، وهؤلاء الصاعدون الكفيون يحتاجون للاستمرار في أنديتهم المحلية إلى موسمين أو ثلاثة لتقديم الرد المناسب والعادل لما أنفقته الأندية، واستمرارهم معها يرفع أيضاً من أسعارهم عند الاحتراف في أوروبا. وتفريغ الدوري المصري من اللاعبين الممتازين الذين تتجه إليهم أنظار الأندية الأوروبية سيقضي تماماً على الجزء المتبقي من اهتمام الجمهور بالمباريات والمسابقات المحلية، والهداف المحلي الأول حالياً أحمد بلال نجم الأهلي لم يلعب مع فريقه سوى 33 مباراة فقط منذ انضمامه إلى التشكيلة في نيسان أبريل الماضي، وإجمالي النفقات التي تكبدها النادي منذ انضمامه إلى فرق الناشئين عام 1992، زادت على 850 ألف جنيه، أي أن ثمن المباراة الواحدة يتجاوز 30 ألف جنيه. وعبدالواحد السيد دخل نادي الزمالك عام 1992 أيضاً، ولا يمكن التفريط فيه قبل أن يعيد إلى ناديه جزءاً من الدين المعنوي الذي ناله. إقرار المشروع الجديد هو رصاصة الرحمة التي يطلقها المسؤولون عن كرة القدم والرياضة في مصر على بطولة الدوري المحلي، وهي البطولة التي ترقد على فراش المرض منذ سنوات طويلة. وإقرار المشروع سيؤدي إلى إهمال هائل من الأندية لفرق الناشئين لأنها لا تضمن مطلقاً حقوقها في أي لاعب يمكن لاتحاد الكرة أن يبيعه لناد أوروبي في أي لحظة. المشروع الجديد سيقتل الدوري والناشئين، ويفتح باب الفشل الذريع للكرة المصرية!