انتشرت عبوات الطعام الفارغة على رمال الصحراء بينما كان السجناء العراقيون ينتظرون امس نقلهم على متن شاحنات الى سجون عسكرية اميركية موقتة. وامر رجال مشاة البحرية الاميركية المارينز الاسرى العراقيين وعددهم 149 بالجلوس داخل مربع رسم لهم على الرمال الجافة التي قضوا ليلتهم فوقها. كان بعض الاسرى يرتدي الزي العسكري او القمصان العسكرية الخضراء بينما كان الباقون يرتدون القصمان القطنية او العباءات البنية والكوفيات الحمراء. وسمح الاميركيون للاسرى بالنهوض واحداً واحداً والسير مسافة قصيرة والتبول قبل العودة الى المربع. وقال السيرجنت دان فيرغوسون من الكتيبة الثانية في فوج المارينز الخامس: "استسلم معظمهم فور ان التقينا بهم. كانوا في انتظارنا". وقال الجنرال تومي فرانكس الذي يدير الهجوم على العراق ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة اسرت ما بين الف وألفي اسير حرب عراقي في اول ايام الغزو. وقد القت كتيبة فيرغوسون القبض على الاسرى يوم الجمعة بينما كانوا يقومون بتأمين منطقة الرميلة النفطية غرب البصرة، ثاني المدن العراقية والميناء الجنوبي المهم في اول ايام الغزو البري للعراق. واقتيد السجناء الى اربع شاحنات نقل تبلغ حمولة كل منها سبعة اطنان لا تنقل في العادة اكثر من 18 -20 من رجال المارينز وتوجهت بهم الشاحنات الى منطقة لاحتجاز الاسرى. وفي الشاحنات المكتظة اشعل الرجال سجائرهم ولوحوا بأيديهم التي اخرجوها من جوانب الشاحنات، للعراقيين الذين كانوا يمرون على طول الطريق السريع. وعبر احد المارينز عن قلقه عندما رأى السجناء يشيرون الى العراقيين الآخرين بانهم سيحاولون الفرار. وقال: "لا نعلم متى يقرر احدهم ان يكون شجاعاً او غبياً". سارت الشحنات بالاسرى مدة ثلاثين دقيقة قبل ان تنزلهم في مجمع معزول تحيط به الاسيجة الشائكة ويقع خلف مصفاة للبترول يعلوها الصدأ. وقام ثمانية جنود تحيط بهم عربات برمائية هجومية بتقسيم الاسرى الى ثلاث مجموعات واجلسوهم على العشب في انتظار التحقيق معهم. والاسرى هم ثمانية ضباط و 124 جندياً و17 مدنياً. وامر رجال المارينز الاسرى بالوقوف واحداً تلو الاخر وفتح ارجلهم بينما كان يتم تفتيشهم. واخذت منهم محافظهم وحاجياتهم الثمينة مقابل وصل بها. وحتى وصول اخر دفعة من الاسرى الى المعسكر الذي اطلق عليه اسم "اسرى حرب العدو" كان المركز يضم حوالي 200 شخص. وقال الضابط شون ميرفي المسؤول عن شؤون الاسرى ان الهدف هو نقل الرجال الى منشأة اعتقال دائمة خلال ايام. واضاف انه ربما يسمح للعديد من الجنود بالعودة الى ديارهم إلا انه يمكن ان يتم احتجاز بعضهم بالاضافة الى 20 ضابطاً للتحقيق معهم. واكد ميرفي ان معظم الجنود استسلم طوعاً للقوات الاميركية وفي بعض الحالات وصلوا الى السجن العسكري بإرادتهم. وقال: "اقتربوا منا رافعين الرايات البيضاء. كان بعضهم ممن فروا من الخدمة وجاؤوا الينا مرتدين الزي المدني". وتوقع عملية استسلام جماعية في هذه المنطقة الشيعية التي ثارت ضد صدام حسين عام 1991.