على رغم ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين من مجازر وانتهاكات على مدار الساعة، خرج الالاف منهم في تظاهرات عفوية في عدد من مناطق قطاع غزة للتعبير عن احتجاجهم وغضبهم تجاه العدوان الاميركي على العراق الذي بدأ صباح امس. وخرجت تظاهرات ومسيرات طالبية وجماهيرية في عدد من المناطق في قطاع غزة، ندد خلالها المتظاهرون بالعدوان الاميركي - البريطاني على العراق، والاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وطالبوا بضرب المصالح الاميركية في كل مكان. كما انتقدوا الزعماء العرب الصامتين "صمت القبور" تجاه ما يجري للعراق وشعبه، ووجهوا انتقادات لاذعة للزعماء العرب الذين حملوا المسؤولية للعراق، في الوقت الذي تحمل معظم دول العالم الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الحرب. وابتكر الاطفال الفلسطينيون طريقة جديدة للتعبير عن مواقفهم من العدوان الاميركي - البريطاني الذي بدأ صباح امس على العراق، والصمت العربي المطبق، اذ وضع 20 طفلا كمامات على أفواههم هي عبارة عن اعلام اميركية، كما حمل كل منهم علم دولة عربية من الدول ال20 الاعضاء في جامعة الدول العربية، في حين ظل طفلان آخران من دون كمامة، حمل احدهما علم فلسطين والثاني علم العراق، وأحرقا العلمين الاميركي والبريطاني في مشهد لا يخلو من السريالية. وعلقت وزارة التربية والتعليم العالي الدراسة في المدارس التابعة لها امس، في حين لم تقم "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا بالخطوة نفسها. وامتنع اولياء امور الطلاب من اللاجئين عن ارسال اطفالهم الى مدارسهم تحسبا لوقوع احداث او عمليات قصف، خصوصا ان الفلسطينيين يتوقعون عدوانا اسرائيليا عليهم في أي وقت، ربما يشنه رئيس الحكومة الاسرائيلية آرئيل شارون مستغلا انشغال العالم بالعدوان على العراق. إضراب تجاري في غزة وشهدت مدينة غزة اضرابا تجاريا في شارع عمر المختار التجاري الرئيس امس، في وقت لم تشهد الاسواق الشعبية ازدحاما بخلاف ما كان متوقعا في حال بدء الحرب. وكانت وزارة الصحة اعلنت حال الطوارئ اعتبارا من اول من امس في المؤسسات الصحية الحكومية والاهلية والخاصة تحسبا لاي عدوان اسرائيلي محتمل. ووجهت البلديات والمحافظات نداءات الى المواطنين لتخزين المواد الغذائية ومياه الشرب تحسبا لاي طارئ، فيما حبس المواطنون انفاسهم في انتظار ما ستسفر عنه العمليات الحربية والعدوان على العراق. وبدا كثير من المواطنين مستفزين وغاضبين ووزعوا الشتائم هنا وهناك. وقال سائق سيارة الاجرة ابو خليل 55 عاما ل"الحياة" ان "المشكلة ليست في الرئيس جورج بوش، بل في الزعماء العرب". واكتفى الرجل الذي لا يملك شيئا لتقديمه للعراق، بالدعاء الى الله أن "ينزل صاعقه من عنده على رؤوس الجنود الاميركيين والبريطانيين تسحقهم جميعا". ولم يجد عصام 38 عاما سوى التوقف عن تدخين سجائر "مارلبورو" الاميركية الشهيرة، واستبدالها بسجائر من نوع "غولواز" الفرنسية "عقابا لاميركا على عدوانها على العراق". وقال ل"الحياة": "لم اجد شيئا اقدمه للعراق سوى مقاطعة المنتجات الاميركية".