حذر الرئيس المصري حسني مبارك من "ظهور شبح الحرب وأعمال العنف والإرهاب وتزايد مشاعر الخوف والقلق والترقب واتساع الفجوة بين الآراء والأفكار وتعمق هواجس الهيمنة الثقافية". وقال في كلمة وجهها إلى مؤتمر وزراء إعلام الدول الإسلامية الذي افتتح أعماله أمس في القاهرة أن الساحة الدولية "تشهد ظروفاً سلبية تضر بالحوار الإنساني بين الشعوب والحضارات والديانات، وانتهز البعض هذا المناخ السيئ لشن حملة مستترة خدمة لأغراض خبيثة تستهدف تمزيق الصلات وهدم الجسور بين الشعوب وتعميق الهوة بين الحضارات". وفي تطور لافت، حضّ الأزهر جميع المسلمين في العالم على "الجهاد ضد القوات الغازية" الأميركية. وأصدر مجمع البحوث الاسلامية، وهو أعلى هيئة في الازهر، بياناً أمس اعتبر فيه أن "الجهاد ضد القوات الصليبية يصبح فرض عين على كل مسلم، إذا بدأت قوات اجنبية العدوان". وحذر من "ان أمتنا العربية والمسلمة ستكون أمام غزوة صليبية جديدة تستهدف الأرض والعرض والعقيدة والوطن". وأضاف ان "أمتنا العربية والاسلامية بل وعقيدتنا الدينية الاسلام هي هدف أساسي لكل الحشود العسكرية التي تستهدف الأمة العربية ومقدساتها والسيطرة على مصادر الثروة والقوة في الوطن العربي". وزاد أن "الإصرار على ضرب العراق ما هو إلا مقدمة لضربات اخرى تستهدف بقية الوطن العربي". وفي اشارة الى الذرائع الاميركية المستخدمة لتبرير الحرب أضاف مبارك: "إنهم يغلفون ذلك كله بأغلفة جذابة وتحت شعارات براقة ومبادئ إنسانية منها "الحرب الدولية ضد الإرهاب" و"الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان" و"خطط تحديث"، معرباً عن أسفه "لأن بعض المسلمين - لعدم درايتهم بصحيح الدين - ساهموا في تشويه صورته وتغييب حقيقته، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الشعور بالشك والعداء تجاه كل ما هو إسلامي". وتحدث مبارك عن الأزمة العراقية فأشار الى قرارات قمة شرم الشيخ ودعوتها الى "تغليب المنطق العقلاني وإعطاء فرصة من الوقت لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفض لغة الحرب والتهديد بها، وتأكيد استمرار المسيرة السلمية والاستجابة لموقف عربي يسعى الى تجنيب شعب العراق والمنطقة ويلات حرب لا تبقي ولا تذر" والتي "ستكون تداعياتها خطيرة ليس على المنطقة فقط وإنما على العالم بأسره". وتسلمت مصر رئاسة الدورة في الجلسة الافتتاحية من مساعد وزير الثقافة والارشاد الإسلامي الإيراني سيد محمد الذي ألقى كلمة أكد فيها ضرورة تضافر جهود أجهزة الإعلام الإسلامية من أجل تنوير الجماهير الإسلامية خصوصاً تجاه القضايا المعقدة والدعاية الجائرة التي تنال من ثقافة الدول الإسلامية. وقال إن تحالف الدول الإسلامية من أجل السلام "لا بد أن يتجنب الانشقاق وأن يتم تبادل المعلومات ونشرها من خلال أجهزة الإعلام الإسلامية التي يجب أن تستخدم لغة يتم فهمها على المستوى العالمي".