شنت السلطات الصربية حملة اعتقالات واسعة ضد عناصر "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" السابق الذي قاد الحركة المسلحة في جنوب صربيا قبل نحو سنتين، فيما عمّ الخوف بين السكان الألبان من عودة القتال، وبدأوا بالنزوح الى كوسوفو ومقدونيا. ورصدت "الحياة" وجوداً مكثفاً لناقلات الجنود والشرطة والعربات المصفحة في شوارع مدينتي بريشيفو وبويانوفاتس والقرى المحيطة بهما ذات الغالبية من السكان الألبان، إضافة الى تدقيق افراد الشرطة الصربية بهويات الاشخاص. وبدت الحركة في المنطقة محدودة، اذ لزم السكان بيوتهم، او التجأوا الى المرتفعات المحيطة بها. وجاءت الحملة اثر اتهام السلطات الصربية للمقاتلين السابقين الذين وصفتهم بالارهابيين، بقتل المسؤول الألباني في أمن المنطقة سيلفر فازليو 42 سنة في بويانوفاتس الاسبوع الماضي. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوق بها، ان بين المعتقلين جودت موسليو شقيق قائد المقاتلين السابقين شوكت موسليو الذي تمكن من الفرار قبل وقت قصير من دهم الشرطة منزله، إضافة الى عدد من اقربائهما بينهم يونس قائد احدى كتائب المقاتلين السابقين وشقيقه يوسف. وبحسب بيان الشرطة الصربية في بويانوفاتس، فإن عمليات الدهم اسفرت عن مصادرة محطتي ارسال وبنادق آلية وعتادها وقنابل يدوية وملابس عسكرية وأعلام وشعارات ألبانية. رد ألباني وأبلغ مدير "بيت الثقافة" في بريشيفو بيلول ناصوفي "الحياة" ان السلطات الصربية "دأبت على اختلاق الذرائع للتهرب من تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق الذي انهى الحركة المسلحة الألبانية، بواسطة حلف شمال الاطلسي ومسؤولين اميركيين". وأعرب عن مخاوفه من ان تؤدي التوترات المتزايدة الى "عودة مآسي القتال التي حلت بالمنطقة سابقاً". الى ذلك، اكد جمال الدين حساني رئىس "هيئة الاغاثة الاجتماعية الألبانية في جنوب صربيا" بأن وضع غالبية سكان المنطقة يتسم بالمعاناة "لأن البطالة منتشرة، ولم يتم وفاء السلطات الصربية بتوفير الاعمال". وأكد انه، إزاء هذا الوضع الاقتصادي الصعب وعدم الاستقرار في المنطقة، فإن الكثير من سكانها الذين نزحوا اثناء القتال السابق آثروا البقاء حيث هربوا، خصوصاً في كوسوفو.