بعدما أثارت "الحياة" قضية "مذكرات" مؤنس طه حسين في الحوار الذي أجرته معه قبل وفاته، قرر وزير الثقافة المصري فاروق حسني ترجمة مذكرات مؤنس طه حسين الى العربية. وكان مؤنس طه حسين اشار، في حواره الاول والاخير مع "الحياة" يوم الاثنين الماضي، الى أنه انتهى من كتابة مذكراته قبل نحو ثلاث سنوات وقسمها أربعة أجزاء، مبدياً عدم حماسته إلى نشرها في كتاب لأنها "لا تهم احداً اليوم"، على حد تعبيره. وصرح وزير الثقافة المصري بأنه كلف شريف الشوباشي، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية في وزارة الثقافة الاتصال بالسيدة أمينة ابنة مؤنس الذي غيبه الموت قبل ايام في باريس عن عمر يناهز 82 عاماً، "للاتفاق على الاجراءات المتعلقة بالملكية الفكرية والمقابل المادي لهذه المذكرات التي لا تقدر بثمن". وقال ان السيدة أمينة مؤنس طه حسين "رحبت بأن تصدر الترجمة العربية لهذه المذكرات في بلدها مصر"، وأكد أن ترجمة الفصول الاولى لهذه المذكرات ستتم على يد نخبة من المترجمين البارزين في مصر، مشيراً إلى أن الترجمة ستراجع بدقة "نظراً الى أهمية هذه المذكرات التي تقع في أكثر من 800 صفحة من القطع الكبير". وكان مؤنس، نجل عميد الأدب العربي طه حسين ذكر، في الحديث الذي اجرته معه الكاتبة الجزائرية هاجيرة ساكر، انه قسم مذكراته التي تغطي الفترة من العام 1921 الى العام 2000 الى اربعة اقسام تحت عناوين: "الفجر"، "الصباح"، "الظهيرة"، "المساء"، على التوالي. وأكد الوزير فاروق حسني ان ترجمة مذكرات مؤنس طه حسين، الذي اقام وعمل في العاصمة الفرنسية في شكل متصل منذ العام 1962 وحتى وفاته، ستصدر في طباعة انيقة عن صندوق التنمية الثقافية "الذي سيوفر لها كل الامكانات الفنية اللائقة بها". وورد في بيان صحافي لوزارة الثقافة المصرية ان مذكرات مؤنس "ستضم شهادة مهمة ونادرة لابن عميد الادب العربي حول ذكرياته في بيت والده الذي ولد وعاش فيه سنواته الاولى في القاهرة". وأضاف ان فصولاً من هذه المذكرات تضم شهادة صاحبها منذ الاربعينات، "واذا كان مؤنس غادر مصر منذ فترة طويلة الا أنه ظل متابعاً لأخبارها وأحداثها، ومن هنا تكتسب شهادته أهمية خصوصاً انها اتت من الخارج"! وأوضح البيان ان مؤنس "يروي في هذه المذكرات تاريخ علاقته بعدد كبير من المفكرين والأدباء الفرنسيين الذين صادقوا والده لفترة طويلة".