أقرت حكومة مقاطعة بادي فورتنبورغ المحلية في جنوب غرب المانيا امس مشروع قانون يمنع المدرسات من وضع الحجاب الاسلامي لكنه يسمح لهن بإبراز رموز دينية مسيحية ويهودية. وتزامن هذا القرار الذي ينطوي على تمييز كبير، مع قرار مماثل للحزب الديموقراطي المسيحي بطرد النائب مارتين هوهمان من صفوفه، بعد تصريحات للأخير اتهم فيها اليهود ب"المشارك في الإجرام" أيام الثورة الروسية، الكلام الذي اعتبر معادياً للسامية، فيما امتنع الحزب عن طرد نائب آخر يدعى هنري نيتشه أدلى بتصريحات معادية للمسلمين والأتراك المجنسين في البلاد. راجع ص 10 ومقاطعة بادي فورتنبورغ التي يحكمها الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الليبرالي هي الاولى التي تعتمد مشروعاً بهذا الشأن بعدما اجازت المحكمة الدستورية في 24 ايلول سبتمبر لاحدى المدرسات في المقاطعة نفسها بأن تضع الحجاب اثناء العمل. لكن المحكمة رأت في قرارها ايضاً في حينه ان في امكان الحكومات المحلية اعتماد قوانين تمنع الحجاب. وأوضح رئيس الحكومة المحلية في المقاطعة ارفين تويفل وهو مسيحي ديموقراطي في ختام اجتماع للحكومة "ان الهدف من مشروع القانون هو منع الاساتذة في التعليم العام من ارتداء ما يمكن ان يفسر على انه موقف سياسي". فيما قالت وزيرة التربية انيات شفان التى قدمت المشروع ان الحجاب يمكن ان يشكل "رمزا ثقافياً وعنصراً يشير الى عصر قمع المرأة". بالمقابل ولتبرير ابراز الرموز المسيحية واليهودية تذرعت الحكومة المحلية بقرار المحكمة العليا الذي اجاز لكل مقاطعة ان تتخذ قراراتها وفق "تقاليدها". وقد استنكر المجلس المركزي لمسلمي المانيا في بيان موقف حكومة المقاطعة الذي يشكل "حظراً فعلياً على عمل المدرسات اللواتي يضعن الحجاب". وانتقدت المسؤولة المنتدبة لشؤون الاستيعاب في الحكومة الفيديرالية ماري لويز بيك التمييز بين الديانات واعتبرت الامر مشكلة تعرقل اندماج نحو ثلاثة ملايين مسلم يعيشون في المانيا مستنكرة "عدم المساواة في التعامل مع المجموعات الدينية التي يكفلها الدستور".