قضت عليهما محكمة عسكرية واخرى مدنية في قضية اغتيال السادات . السلطات المصرية تطلق اثنين من قادة "الجماعة الإسلامية"

أطلقت السلطات المصرية أمس اثنين من أبرز قادة تنظيم "الجماعة الإسلامية"، بعدما قضيا نحو 22 عاماً في السجن لإدانتهما في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات. وجاء الإجراء بعد أقل من اسبوع على إطلاق زعيم الجماعة المحامي كرم زهدي.
وأفادت مصادر مطلعة أن القياديين فؤاد محمود الدواليبي وعاصم عبدالماجد خرجا من السجن. وهما من أعضاء مجلس شورى الجماعة، وشاركا زهدي العام 1997 وباقي أعضاء المجلس في قرار وقف شامل للعمليات العسكرية داخل البلاد وخارجها. وكتب الدواليبي وعبدالماجد أبحاثاً شرعية ضمن أبحاث أخرى كتبها باقي أعضاء مجلس الشورى صدرت في خمسة كتب طرحت في الأسواق، تتضمن الأسس التي استندت إليها الجماعة في تحولها السلمي إضافة إلى وجهة نظر التنظيم في العمليات المسلحة التي لا تزال تنظيمات أخرى بينها "القاعدة" تشنها في أنحاء متفرقة من العالم. وانتهت تلك الكتب إلى أن تلك العمليات "ليست في صالح المسلمين ومخالفة للشرعية وتفرز نتائج تمثل ضرراً بالغاً".
واتهم الدواليبي العام 1981 في قضية اغتيال السادات التي ضمت 24 متهماً، امام محكمة عسكرية قضت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. كما اتهم في قضية "الجهاد الكبرى" التي نظرتها محكمة مدنية في السنة نفسها وضمت جميع أعضاء التنظيم، وليس من شاركوا أو كانوا على علم باغتيال السادات فقط. وصدر عليه حكم آخر بالأشغال الشاقة المؤبدة. والدواليبي متزوج من شقيقة زهدي ولديه خمسة أولاد، وهو من محافظة المنيا وسط الصعيد. وكان يعمل في صناعة الأثاث قبل القبض عليه ويسجن لكنه حصل على ليسانس الآداب أثناء فترة وجوده في السجن.
أما عبدالماجد فهو خريج كلية الهندسة وكان أصيب بطلق ناري في قدمه اليسرى أثناء الاشتباكات التي وقعت في مدينة اسيوط في الصعيد في اليوم التالي لاغتيال السادات مما تسبب في اصابته بعاهة دائمة. وأمر وزير الداخلية وقتها اللواء نبوي اسماعيل بنقله من اسيوط إلى القاهرة للعلاج في طائرة خاصة ليعالج بسرعة لحاجة التحقيق إلى المعلومات التي كان يعرفها. وعرف عبدالماجد أثناء حركة الطلاب في السبعينات حيث قاد التظاهرات ضد السادات. ومثل امام المحكمة في القضيتين العسكرية والمدنية عقب اغتيال السادات، وصدر عليه أيضاً حكمان بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وكانت السلطات المصرية أطلقت مع زهدي الاسبوع الماضي نحو ألف من أعضاء الجماعة ضمن سياسة تعتمدها وزارة الداخلية في إطلاق عناصر التنظيم ممن صاروا يؤمنون بالتحول السلمي وبنبذ العنف. وأفادت مصادر مطلعة أن الجماعة بصدد نشر كتاب عن "أحداث أيلول سبتمبر"، وسيطرح قريباً في الأسواق يتضمن وجهة نظرهم في تلك العمليات.