القارئ صلاح الدين القاضي كتب اليّ معلقاً على زيارة الملكة رانيا دار "الحياة" وغرفة الأخبار المشتركة مع تلفزيون LBC في لندن، ولولا انه صديق قديم لقلت انه يحسدنا، وهو يعدّ الصور التي نشرت لها في هذه المناسبة. أخونا صلاح الدين يقول انني والزميل جورج سمعان بدونا حول الملكة في غاية الوسامة أو "زي القمر" كما زعم، ما يجعلني اعتقد انه يسخر منّا، فنحن "زي" أشياء كثيرة الا ان القمر ليس أحدها. القارئ نفسه بعث اليّ برسالة ثانية، ولكن بالفاكس هذه المرّة، عن زاوية لي تحدثت فيها عن وصول وفد رسمي اسرائيلي الى واشنطن للمطالبة بمساعدة عسكرية إضافية بمبلغ أربعة بلايين دولار، وضمانات قروض بين ثمانية بلايين دولار وعشرة بلايين. وكنت سجلت ان الموازنة الأميركية تعاني من عجز بحوالى 200 بليون دولار، وناشدت ادارة الرئيس بوش ألا تخضع للابتزاز الاسرائيلي. وعلّق القارئ على الموضوع بالقول: "أتوقّع ان صقور الادارة لن يتركوا للرئيس بوش فرصة للتفكير، واتخاذ موقف أو قرار يدعم القيم الأميركية التي تسعى الولاياتالمتحدة الى نشرها حول العالم، وإنما سيدفعون الرئيس بوش الى اتخاذ قرار خوض الحرب على العراق الذي يهدد حسب زعمهم الأمن الأميركي، والحقيقة انهم يريدون خدمة المصالح الصهيونية حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الأميركية نفسها". القارئ صلاح الدين وجّه في رسالته كلمة الى الرئيس بوش وقال له: "إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم". غير انني أعود الآن الى الملكة رانيا وشعبيتها العالية. والقارئة منال الحوفي، من لندن، بعثت الي برسالة بالفاكس تمتدح ملكة الأردن لنشاطها في دعم الاعمال الخيرية في بلدها، وكل بلد عربي، وهي تقول انها أقامت في عمان سنوات، الا ان هذا كان قبل ان يخلف الملك عبدالله والده الملك حسين، وبالتالي فاتها ان ترى الملكة رانيا وتتعرّف اليها عن قرب. وأكمل برسالة من قارئ تشادي هو علي يوسف ماريل، تلقيتها بالبريد من جدة، وسأعطيها من الاهتمام ما تستحق، لا لأن القارئ أثنى على ما أكتب، بل لأن هذه أول رسالة أتلقاها من قارئ من تشاد. اذا تجاوزنا النصف الأول "الحميم" من الرسالة فالأخ علي يقول: "لاحظت اهتماماً كبيراً من قبلكم تولونه القضية الفلسطينية، تقريباً في جميع مقالاتك. ولا شك انها قضية قومية ووطنية، ولكن أليس هناك الكثير من الاحداث التي حصلت في العالم عموماً، وفي أفريقيا خصوصاً، والتي كانت تستحق منكم التطرّق إليها، ولو مرة واحدة؟ هناك كثير من التطورات المهمة في تلك القارة وعتبي عليكم انكم لم تسألوا عنها. ولا أدري اذا كان ذلك كله عدم دراية من جانبكم بما يجري أو انه تجاهل متعمّد، وان كنت أرجح الخيار الثاني لأن ثقافتكم عالية...". ربما كانت ثقافتي عالية الا انها ليست واسعة كما أتمنّى. وأرجو ان يصدقني القارئ اذا قلت انني أعرف ما يجري وأتابعه وأهتم به، الا انني لست خبيراً في الشؤون الأفريقية لأعلق عليها في شكل يفيد القارئ، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فلم يهملها. وأزيد ان اشارة القارئ الى القضية الفلسطينية صحيحة، الا ان الحدث يفرض نفسه. والأسبوع الماضي كتبت أربع مرات عن العراق، ومرة واحدة عن فلسطين. أما القارئ الصديق فضل بن سعد البوعينين فبعث اليّ برسالة طويلة خاصة قال انها ليست للنشر، ورسالة قصيرة بالبريد الإلكتروني عن ظهوري في برنامج تلفزيوني. وكنتُ أفضّل الردّ على الرسالة الأولى، فهو أهون أو أسلم. أما بالنسبة الى البرنامج، فإنني أتّفق مع القارئ في رأيه، وأزيد مرّة أخرى انني دخلت الجدل صدفة عن طريق الهاتف المحمول، وأنا في ممر بين غرف فندق في بيروت، وعلّقت على الكلام الذي سمعت من دون ان أعرف صاحبه، أو أقصده شخصياً. وتلقّيت من الدكتور عدنان شيخ الأرض، وهو محام يقيم في جنيف، رسالة بالفاكس يسأل فيها: "لماذا نحن الشعوب العربية الممثلة ب22 دولة لا نعود الى المقاطعة العربية للبضائع الصهيونية والأميركية التي يزيد ثمن ما نشتري منها على عشرة بلايين دولار، فلعل ذلك يحمل الولاياتالمتحدة على تخفيف دعمها الأعمى لاسرائيل التي تقتل يومياً الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وتحاول إبادة الشعب الفلسطيني المناضل". الجواب عند 22 دولة وشعوبها، أما أنا فأختتم بالمهندس نايف كاظم المقداد المقيم في بريمن، من أعمال ألمانيا، فهو بعث اليّ برسالة بالبريد على شكل زجل لبناني في ثلاث صفحات لا أستطيع ان أنشر منه سوى أول بيتين لأنه بعد ذلك يهاجم الأمة والعالم، في شكل يقود الى المحاكم. البيتان هما: بملحق الوسط قريت مقالك / عن الأبراج وضرب الرمل والمبصرين كيف صحافي عتيق مثلك / لهدرجة برجال العلم يستهين المنجمون رجال علم؟ يا مهندس نايف أرجو ان تكون في الهندسة أفضل منك في الشعر.