بلفاست - رويترز- زادت اخيراً في ايرلندا الشمالية حالات دفع المشجعين حياتهم ثمناً لمؤازرتهم الفرق الرياضية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حدد تقرير الشرطة سبب مقتل شاب كاثوليكي في سن ال19 لدى عودته ليلاً الى منزله بارتدائه قيمص فريق سلتيك الاسكتلندي الذي يكرهه البروتستانت المتشددون. وانسحب قبل يومين لاعب خط الوسط نيل لينون، الذي ينتمي الى طائفة الكاثوليك ويدافع عن الوان سلتيك الاسكتلندي، من مباراة ودية لمنتخب ايرلندا الشمالية امام قبرص، بعدما تلقى تهديدات بالقتل من جماعة بروتستانتية مسلحة قبل ساعات معدودة من موعدها في حال شارك فيها وحمل شارة القائد. وكاد لينون يعتزل في السابق حين هتف ضده مشجعون بروتستانت اثناء مباراة دولية خاضها مع منتخب بلاده في شباط فبراير من العام الماضي، واعلن انه يواجه ضغطاً نفسياً كبيراً في خوض المباريات الدولية. وعموماً، تعكس المنافسة بين فريق سلتيك، الذي يشجعه الكاثوليك، ونظيره رينجرز، الذي يشجعه البروتستانت، حال الانقسام الطائفي في ايرلندا الشمالية، علماً انه لا يمكن لاي شخص معني بكرة القدم ان ينجو من مشكلات الاقليم الذي يخضع لسيطرة بريطانيا. واعتاد مشجعو سلتيك التلويح بألوان العلم الايرلندي في المباريات، في حين تتزين مدرجات رينجرز بشعارات الوحدة البريطانية. وفي عام 1971، اضطر نجم ليفربول الانكليزي جورج بست الى طلب الحماية من الشرطة بعدما تلقى تهديدات بالقتل اثر نشوب الحرب الاهلية بين البروتستانت الموالين لبريطانيا والكاثوليك الذين يريدون الوحدة مع ايرلندا، وقال بست، وهو بروتستانتي، لاحقاً ان الجيش الجمهوري الايرلندي الكاثوليكي هدده بسبب اشاعات حول تبرعه باموال لحساب الحزب الوحدودي الديمقراطي. واعتزل بست عام 1972 وسط تكهنات بان التهديدات التي تلقاها اثرت في هذا القرار. ولم يمنع توقيع الكاثوليك والبروتستانت على اتفاق الجمعة الطيبة عام 1998، والذي دعا الى تقاسم السلطة وخفض التوتر، فان الضغائن الرياضية استمرت حتى اليوم. وعقّب جيم بويس، رئيس الاتحاد الايرلندي، على نبأ تهديد لينون بالقول: "الطائفية والتعصب هما آفة في مجتمعنا... وبلادنا، وانعكاس لما نراه يومياً في الشوارع". وطالب لينون باتخاذ السياسيين موقفاً أكثر حزماً في مواجهة العنف الطائفي الذي يعصف ببلفاست كل ليلة تقريباً.