القدس - أ ف ب - تواجه مهمة اعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية عقبات مادية كبرى على رغم تأكيد المسؤولين الفلسطينيين الاستعداد المعنوي والتصميم لتنفيذ هذه المهمة. وعن فرص نجاح مهمة الأمن الفلسطيني في ظل ظروف تدمير البنية التحتية قال رئيس الامن الوقائي العميد زهير المناصرة: "من الصعب ان نعطي النتيجة قبل البدء". وأوضح المناصرة: "تدمرت مبانينا والكثير من افرادنا معتقلون ولكن لدينا القرار والقناعة لبذل كل الجهد للتقدم بالتدريج على الاقل في المناطق التي سنستلمها". واضاف: "لدينا الحد الاقصى من الامكانات المعنوية والقرار السياسي والادراك، لكن لدينا الحد الادنى من الامكانات المادية فقدرتنا على الاجتماع والتدريب ضعيفة". وانسحب الجيش الاسرائيلي امس من بيت لحم المشمولة بالحكم الذاتي طبقاً لاتفاق "غزة - بيت لحم اولاً" الذي تم التوصل اليه مع السلطة الفلسطينية واعاد انتشاره حول المدينة. وقال الجيش في بيان ان "عملية الانتشار هذه تهدف الى افساح المجال امام الفلسطينيين للتحرك ضد الارهاب وتأمين حياة طبيعية للشعب". واعلن مسؤولون فلسطينيون ان حوالى مئة من رجال الشرطة الفلسطينيين المسلحين وصلوا مساء امس الى بيت لحم لتسلم السلطة في المدينة. في هذا الاطار شدد المناصرة على ان نجاحهم في منطقة معينة سيكون مقدمة لمزيد من الانسحابات ودعا الى تضافر كل الجهود. وقال: "شعبنا واع لهذه المسألة حتى لا نعود الى دائرة العنف الدائم والشلل الدائم". وأشار الى ان الاجهزة الامنية اتخذت مراكز بديلة بسبب دمار مبانيها، مضيفاً: "نحاول ترميم الابنية المدمرة بمساعدة وزارة الاشغال العامة". وفي اطار برنامج اعادة بناء الاجهزة الأمنية وكفاءاتها، قال المناصرة: "نستعين من الناحية الفنية بالاخوة الاردنيين والمصريين واميركا والسعودية". واضاف: "في مجال الامن لا تعمل لوحدك، ونحن اذا لم نشعر ان المجتمع يحمي ما نبنيه سنفشل"، وزاد: "لقد قام الجيش الاسرائيلي امس بهدم ثلاث غرف بنيناها في المقر العام الجديد ولايوجد في هذه الغرف سوى جهاز كومبيوتر وآلة تصوير وهاتف". وشدد على اهمية استعداد الجانب الاسرائيلي وانضباطه والتزام "راعي العملية" اميركا في تحمل المسؤولية، قائلا: "اذا قام الجميع بالتزاماته لا ارى ما يمنع نجاح بناء جهاز الأمن". الى ذلك، اشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى "ان عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه تفقدت الحالة الامنية لفندق انتركونتيننتال في مدينة اريحا وحجزت ثلاثة طوابق لعملائها الذين سيصلون مع نهاية الشهر الجاري". وكانت عناصر من "سي آي ايه" دربت وحدة من جهاز الامن الوقائي في مدينة اريحا وارسلتهم في دورات تدريبية خاصة الى واشنطن ومناطق اخرى في الولاياتالمتحدة. وكشف وزير الداخلية الفلسطيني عبدالرزاق اليحيى ان مدربين مصريين واردنيين سيصلون بعد اسبوع لتدريب قوات الامن الفلسطيني في مدينة اريحا. ومن جهته، تحدث محافظ بيت لحم محمد المدني عن امكانات الاجهزة الامنية قائلا: "امامنا عقبات كبيرة فلا يوجد لدينا اماكن ومقرات او لباس او سيارات فقد دمر الجيش سياراتنا ومبانينا وما نسبته 30 في المئة من عناصر الأمن اما استشهدوا او اعتقلوا". واضاف: "تحاول اسرائيل تصوير الشعب الفلسطيني كأنه شعب متمرد وبحاجة الى ضبط فالوضع الامني الداخلي الفلسطيني عندنا ممسوك بطبيعته والخلل يكمن في الاجراءات الاسرائيلية التعسفية". وتابع: "نخشى ان تكرر اسرائيل عمليات التوغل مثلما حدث في مدينة طولكرم وتستمر في الاغتيالات وعلى العالم ضبط اسرائيل ووقف تعسفها". وقال: "صادرت اسرائيل نحو 80 في المئة من اسلحتنا التي قدمنا بها من تونس ووعدت في هذا الاتفاق بتسليم بعضها لكننا لم نستلم اياً منها". وخلص الى القول: "نحن لسنا بحاجة الى اسلحة فشعبنا واع ويتحمل المسؤولية واسلحتنا جلبناها معنا ضمن اتفاقات دولية".