باشرت الحكومة التركية برئاسة بولنت أجاويد اجراءات "عسكرية وسياسية" تحسباً للضربة الأميركية المحتملة للعراق، فيما حذرت روسيا من "هزات كبرى" في المنطقة إذا استخدمت واشنطن القوة ضد بغداد. ووسط أجواء ترقب في الكويت وحذر ازاء عمليات ثأرية عراقية، تجددت المخاوف الأردنية من "موجة لجوء واسعة" قد تنجم عن الهجوم الأميركي الذي كان أمس محور مداولات في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي. وتتركز المداولات على الاستراتيجية العسكرية الأميركية تجاه العراق والتهديد الذي يمثله نظام الرئيس صدام حسين والنتائج التي ستنجم عن حرب محتملة. وحض السناتور الديموقراطي جوزف بايدن رئيس اللجنة إدارة الرئيس جورج بوش على أن توضح على نحو أفضل كيف تنوي التعامل مع الوضع الذي يعقب عملية عسكرية لإطاحة صدام. وتساءل: "إذا شاركنا في ازاحة صدام، ما مسؤولياتنا في اليوم التالي"؟ وحذر من "مأساة إذا قمنا بإزالة طاغية في العراق لنخلف فوضى". وقال بايدن إنه واثق بأن بوش لم يقرر بعد هل يغزو العراق لإطاحة صدام، معبراً عن شكوكه في تنفيذ عملية من هذا النوع خلال السنة الجارية. ونشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية تقريراً يقدر كلفة حرب أميركية على العراق بنحو ثمانين بليون دولار، فيما برز توجه لتوسيع واشنطن دعوتها شخصيات من المعارضة، لتشمل الآشوريين والتركمان راجع ص2. مساع تركية ونقل عن رئيس الوزراء التركي ان انقرة تحاول اقناع واشنطن بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية الى العراق، مشيراً الى ان حكومته باشرت اجراءات عسكرية وسياسية تحسباً لتلك الضربة. ونسبت صحيفة "صباح" الى اجاويد ان اميركا تؤكد رفضها السماح بقيام دولة كردية في شمال العراق. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية التركية يوسف بولوج في مؤتمر صحافي عقده امس ان "كل الامكانات لم يستنفد لتسوية الخلاف مع العراق سلماً". وحض بغداد على قبول عودة مفتشي الاسلحة، نافياً تقريراً لصحيفة "ميليت" افاد ان واشنطن طلبت نشر قوات على الاراضي التركية واستخدام قواعد عسكرية. في غضون ذلك حذر مسؤول روسي من "هزات سياسية واقتصادية كبرى" في حال استخدام القوة ضد العراق. وفي ختام جولة شملت العراق وسورية والاردنوالكويت والسعودية وتركيا، قال نائب رئيس وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف ان على العراق استئناف التعاون مع الاممالمتحدة من أجل التأكد من انه "لا يملك قدرات" لاستئناف انتاج اسلحة دمار شامل، على ان ينال في المقابل تعهداً بتعليق العقوبات ثم رفعها. وشدد سلطانوف على اهمية ابلاغ الولاياتالمتحدة ان "المنطقة قد لا تتحمل نزاعين في آن" في اشارة الى الوضع في الشرق الاوسط. وزاد ان محادثاته اظهرت وجود رأي مفاده ان "تغلب اسلوب القوة وحده" سيؤدي الى "هزات سياسية واقتصادية كبرى" في المنطقة. في عمان اكد مسؤول اردني ل"الحياة" ان بلاده "لا تضع قيوداً على حركة العراقيين الآتين الى المملكة او على اقامتهم فيها، كما لم تغير الاجراءات المتبعة في مركز حدود الرويشد". لكنه جدد المخاوف الاردنية من "موجة لجوء واسعة" من العراق الى الاردن في حال وجهت الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية الى بغداد. وكان مسافرون وصلوا من العراق قالوا ل"الحياة" انهم "مكثوا ساعات طويلة في مركز الحدود الاردني، على نقيض ما كان الوضع عليه قبل شهور". واعربوا عن خشيتهم من "اجراءات اردنية جديدة بسبب التهديدات الاميركية" للعراق. واشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه الى ان "العراقيين الآتين الى المملكة يحظون بمعاملة ممتازة، لكن المعابر الحدودية تشهد صيفاً حركة تتجاوز المعتاد". وتابع ان "الاردن لم يتخذ اي تدابير من شأنها اعاقة دخول العراقيين او العرب الى أراضيه"، لكنه لا يريد ان يواجه "موجات جديدة من الهجرة القسرية التي تزيد اعباءه الاقتصادية وتشكل ضغطاً على بنيته التحتية". ومنح العراقيون الذين يزيد عددهم في الاردن على 200 ألف اقامة لستة شهور غير مقيدة بتأشيرة.