سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح مؤتمر "النفط والغاز في السياسة الدولية" في ابو ظبي . الناصري يحذر من تأثير الصراع العربي - الإسرائيلي في استثمارات النفط والغاز في المنطقة العربية
حذر وزير النفط الإماراتي عبيد بن سيف الناصري في افتتاح مؤتمر "النفط والغاز في السياسة الدولية" من تأثير الصراع العربي - الإسرائيلي في استثمارات الدول المستهلكة في قطاع النفط والغاز في المنطقة العربية، ودعا إلى الاستغلال الأمثل لهذه الثروات لخدمة القضايا العادلة. وتحدث في المؤتمر الذي يعقد في أبوظبي مرشح الرئاسة الاميركية ليندون لاروش عن التطورات التي سيواجهها نفط الشرق الاوسط في ضوء المستجدات والظروف الدولية الراهنة. قال وزير النفط والثروة المعدنية إن حال الاضطراب التي تشهدها المنطقة العربية نتيجة للصراع العربي - الإسرائيلي تؤثر سلباً في استقرار أسواق النفط العالمية وتعطي الدول المستهلكة ذريعة للاستثمار في مناطق أخرى، أقل ملاءمة اقتصادياً، لتقليل الاعتماد على المنطقة وايجاد بدائل أخرى لها. وأضاف الناصري، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الدولي "النفط والغاز في السياسة الدولية" الذي ينظمه مركز زايد للتنسيق والمتابعة تحت رعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المركز، ان المنطقة العربية، وبالأخص الخليجية منها، تمتلك ثروات طبيعية وفيرة، مشيراً إلى أن الاحتياطات النفطية والغازية فيها تضعها في مقدم المناطق الأخرى على المستوى العالمي، وتجعلها مصدراً رئيسياً لإمدادات الطاقة حاضراً ولعقود عدة مقبلة. ودعا إلى الاستغلال الأمثل لهذه الثروات حتى تتمكن الدول العربية من حماية مصالحها وتقوية مواقعها الاقتصادية والسياسية، وبالتالي تسخيرها لخدمة القضايا العربية العادلة. وأشار الوزير إلى أن الدول المستهلكة تجري منذ فترة طويلة دراسات وبحوث وتنفق الكثير من المال لايجاد بدائل للنفط ولديها سياسات تمييزية ضده من خلال فرضها ضرائب عليه تفوق سعره بأضعاف. وأكد أن أسعار النفط تمكنت من استرداد عافيتها بعد تراجعها العام الماضي بسبب أحداث أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقال إن الدول المنتجة من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وخارجها اتخذت اجراءات حاسمة أعادت التوازن إلى الأسواق ووصلت بألاسعار إلى مستويات عادلة. واتخذت "أوبك" عام 2001 قرارات عدة لتخفيض الانتاج بمعدل اجمالي بلع خمسة ملايين برميل يومياً، وكان آخرها القرار الذي اتخذته "أوبك" في 28 كانون الأول ديسمبر الماضي في القاهرة بتخفيض الانتاج 5.1 مليون برميل يومياً ابتداء من أول سنة 2002. وزاد الوزير ان أسعار النفط شهدت تحسناً ملموساً خلال الفترة الأخيرة، مدعومة بمؤشرات ايجابية حول أداء الاقتصاد العالمي، إذ وصل معدل السعر لسلة نفوط "أوبك" في الآونة الأخيرة إلى ما يقارب 25 دولاراً للبرميل، وهو متوسط للآلية السعرية التي وضعتها المنظمة لنفوطها والتي تراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وأشار في هذا الصدد إلى أن أسواق النفط العالمية تتأثر بعوامل عدة تتعلق بأسيات السوق من عرض وطلب ومخزونات نفطية، إضافة إلى عوامل أخرى تتصل بالمضاربات والاشاعات والاستقرار السياسي وأمور أخرى، ما يجعلها عرضة للتقلبات السريعة. وقدم ليندون لاروش، مرشح الرئاسة الأميركية المقبل، محاضرة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عن "الشرق الأوسط باعتباره مفترق طرق استراتيجياً"، أكد فيها أن نفط الشرق الأوسط كان منذ فترة طويلة يتعرض لخطط سيئة شاركت فيها حكومات الولاياتالمتحدة والحكومة الروسية بهدف الالتفاف حول الاعتماد الاستراتيجي الحالي للعالم على نفط الشرق الأوسط ومحاولة تفاديه. وقال إن هذه السياسة لن تجلب سوى عامل اضافي آخر من الفوضى إلى وضع مالي ونقدي واقتصادي قابل للانفجار في أية لحظة. وأعرب عن أمله في أن تتخلى هذه القوى عن مثل هذه النزعات الاقتصادية والاستراتيجية الفاشلة. وتناول لاروش في محاضرته ثلاثة عوامل أساسية مميزة ومتداخلة في تأثيرها في الآفاق المستقبلية للمنطقة ونفطها أيضاً وهي: العامل البيئي والاقتصادي والسياسي الاستراتيجي. وأكد في هذا الصدد أن واقع الأزمة الاقتصادية العالمية الجارية قد يفرض بعض التغييرات الكاسحة في السياسة والفكر الأميركيين في المستقبل القريب. وقال إنه ليس هناك أمل لإعادة احياء اقتصاد الولاياتالمتحدة من الأزمة الاقتصادية الحالية من دون أن يكون للشرق الأوسط "دور خاص في ايجاد حلول للكوارث المبكرة والمقبلة التي ستواجه الولاياتالمتحدة حتماً نتيجة سياستها الحالية". وأضاف ان الطريق إلى حل تلك الأزمة الاستراتيجية "لا يكمن في النفط بحد ذاته، ولكن في الطريقة التي سيستخدم فيها انتاج النفط وتسويقه في خدمة المصالح العريضة والبعيدة الأمد للمنطقة"، مؤكداً أن الحكومات المستقرة ضمن المنطقة والعلاقات المستقرة مع الأقاليم الأخرى من العالم تشكل خط الدفاع الأول للمنطقة ضد القوى العالمية وغيرها من الأخطار التي تهددها حالياً. وتطرق لاروش إلى التطورات التي سيواجهها نفط الشرق الأوسط في ضوء المستجدات والظروف الدولية الراهنة. وقال إن تحولاً طبيعياً سيحصل في أنماط الاستهلاك وسيزداد الاستهلاك المحلي بزيادة التنمية الانتاجية، إضافة إلى حدوث زيادة في استخدام النفط والغاز الطبيعي كمواد خام كيماوية لتغذية الصناعات الكيماوية. وأكد مرشح الرئاسة الأميركية على ضرورة الوصول إلى اتفاقات متوسطة وطويلة الأجل على أسعار ثابتة نسبياً معادلة لأنواع معينة من السلع. وقال إن نظام الأسعار العادلة سيتضمن مخزونات الطاقة مثل النفط، وذلك بهدف تمكين الدول المنتجة من الاستمرار في المساهمة بشكل مريح في تزويد العالم بكمية ونوعية المنتج الذي يحتاج إليه الاقتصاد العالمي. وأضاف ان استقرار أسعار المواد الخام الأساسية مثل النفط، إضافة إلى معدلات فائدة اسمية بسيطة وطويلة الاجل على الاعتمادات الأولية العالمية، يعتبران ضرورة إذا كان الغرض ايجاد عملية إعادة بناء دائمة. وأكد لاروش على ضرورة وضع الشروط المؤسساتية اللازمة لخلق سلام دائم وفي مقدم ذلك توفير الشروط الاقتصادية الأساسية لضمان مستقبل جيد للحضارة الإنسانية. ودعا الحكومات والقوى الدولية الفاعلة الأخرى في العالم إلى التحرك نحو السلام والرفاهية. وتقدم في المؤتمر، الذي يستمر يومين، أوراق عمل عدة، إذ يقدم وزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي ورقة بعنوان "النفط العربي في القرن الواحد والعشرين"، ويقدم عاطف الجميلي مدير العلاقات الدولية في "مؤسسة البترول الكويتية" ورقة بعنوان "النفط العربي: فرص وتحديات المستقبل المنظور للقرن الحادي والعشرين". كما يقدم الدكتور إبراهيم عبدالحميد اسماعيل، مستشار وزير النفط والثروة المعدنية في دولة الإمارات، ورقة بعنوان "تطورات أسعار النفط في الأسواق العالمية ودور منظمة أوبك". ويقدم عبدالصمد العوضي، المستشار في شؤون النفط لشركات أجنبية عدة، ورقة عن "ميكانيكية الاسعار، مشاكلها وحلولها". كما يقدم الدكتور عيد بن مسعود الجهني، رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية، ورقة بعنوان "أهمية دول مجلس التعاون الخليجي في سوق النفط الدولية"، فيما يقدم الدكتور حسين عبدالله، المستشار السابق في منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط أوابك ووكيل وزارة البترول المصرية سابقاً، ورقة بعنوان "النفط ودوره في الصراع العربي - الإسرائيلي". وتقدم السيدة هيلنا لاروش ورقة بعنوان "الطاقة المتجددة وتأثيرها على الثروات النفطية والغازية في العالم"، فيما يقدم الدكتور جورج كامكوفا، نائب رئيس شركة النفط المحلية في فنزويلا ورقة بعنوان "دور منظمة أوبك في الحفاظ على استقرار أسعار النفط". وتشارك في المؤتمر وفود من والولاياتالمتحدة ودول التعاون وفنزويلا والعراق.