يعيش الجمهور الرياضي في العالم كله اليوم اجواء التحرر من ضوابط التشجيع الرصينة والملتزمة بقواعد الانضباط الاخلاقي والاجتماعي وسواهما، وصولاً الى تحويل النجوم المتألقين في الالعاب المختلفة من مجرد رموز للمؤازرة الحارة والمشتعلة في الملاعب الى وسيلة ل "تفجير" مكنونات العشق العارم والاعجاب من خلال مشاركتها معهم مباشرة سواء في الملاعب او خارجها عبر ملاحقتهم او تحيّن فرص اللقاء معهم وتبادل الاحاديث. ولّى زمن اكتفاء المشجعين الرياضيين بملاحقة نجومهم المفضلين من مدرجات الملاعب، واظهار تعلقهم الكبير بهم عبر تزيين غرفهم بصورهم والنوم على بساط يحتوي رسومهم تعبير رومانسي عن مشاعر الحب تجاههم، فهم اليوم لا يترددون في طلب المزيد الذي يتمثل في التقرب أكثر وأكثر من النجوم غير آبهين حتى بالاخطار التي يمكن ان يلحقوها بهم سواء على الصعيد الجسدي او النفسي. وشكل عداء المسافات القصيرة الاميركي تيم مونتغمري آخر ضحايا حالة "هياج" المشجعين التي لم ترحمه ايديهم الساعية الى الاحتفاظ بأي ذكرى عن إنجاز إحرازه لقب سباق 100 متر في لقاء كايب تاون أنغن الدولي في ألعاب القوى الاسبوع الماضي، والذي لا يمثل بالتأكيد استحقاقاً كبيراً في منافسات ام الالعاب. واللافت ان مونتغمري نفسه لم يظهر اي علامة "تقصير" تجاه مشجعيه الكثر عقب فوزه بعدما رمى لهم باحد فردتي حذائه، وقام بجولة شرفية حول مضمار استاد غرينلاند لتحية الجمهور كله، الا انه تفاجأ من دون سابق انذار باحاطة ثلاثة مشجعين آخرين بقدميه من اجل انتشال فردة الحذاء المتبقية في إحدى قدميه. وتسبب ذلك بطرحه ارضاً، و"انتشال" فردة الحذاء منه، قبل ان ترمى الى الجمهور، وهو اعلن بعد الحادثة انه كان محظوظاً بتفادي الاجراء الاسوأ والمتمثل في انتزاع قميصه وسرواله. مشاهير كرة القدم ولعل الحظ الذي لازم مونتغمري في السباق الاخير جانب لاعبي فريق روما الايطالي لكرة القدم لدى الاعلان عن تتويجهم ابطالاً للدوري المحلي في الموسم الماضي، بعدما اجتاحت افواج الجماهير السعيدة الملعب، ولاحقت اللاعبين من اجل الحصول على اي قطعة من ملابسهم او حتى اجسادهم تؤرخ بشكل حسي هذه المناسبة التي طال انتظارها 18 عاماً. هنا تحولت سعادة اللاعبين أنفسهم الى تعاسة لا توصف، باعتبار ان هذا التصرف منعهم من نيل التقدير الذي يستحقونه على ارض الملعب من خلال جولة شرفية والصعود الى منصة الشرف التي تواجد عليها رئيس النادي ومسؤولوه. وبدا النجوم الكبار من امثال الارجنتيني غبريال باتيستوتا وفرانشيسكو توتي وفرانشيسكو انطونيولي اشبه ب "الصعاليك" بلا لباس، في حين تحول ملعب الاستاد الاولمبي الى حقل بعدما انتزعت أجزاء كبيرة من عشبه، وقصت شبكتي المرميين في تقليد جديد شابه نظيره المعتمد في كرة السلة مع فارق وحيد هو ان الجمهور وليس اللاعبون هم الذين يقومون بهذا الاجراء. ولم يهتم الجمهور بالتأكيد باي تدخل من قبل العناصر الامنية التي "اجتاحتها" بالكامل، معيدة الى الاذهان صورة "اجتياح" الجمهور الاسكتلندي لاستاد ويمبلي عقب فوز منتخب بلادهم التاريخي على نظيره الانكليزي في عام 1977. وفي الولاياتالمتحدة، استنفر جميع عشاق رياضة البيسبول وفريق سان فرانسيسكو جاينتس العام الماضي للحصول على الكرة التي ستعلن تحطيم نجم الفريق باري بوند الرقم القياسي في عدد الضربات الناجحة. واذ لم يشكل التواجد في استاد "باسيفيك بل بارك" الضمانة الوحيدة لتحقيق هذا الحلم التاريخي، استأجر البعض مراكب صغيرة من اجل استعمالها في النهر المحيط بالاستاد، آملين في ان تتخطى الكرة الناتجة عن ضربة بوند الاستاد الى الخارج. ومن وسائل التعلق الغريبة بالنجوم، قيام احد المشجعين الكرويين الانكليز والذي يدعى كيفن كيغان جونز، تيمناً بالنجم الانكليزي السابق كيفن كيغان، في استعمال اوتوغراف حصل عليه من مهاجم ليفربول مايكل اوين كنقش على رجله. وبالانتقال الى ظواهر التعلق بالفرق، اقدم برني سليفن احد اقدم مشجعي نادي ميدلزبره الى اخذ قطعة السياج التي اعتاد الجلوس عليها لقيادة فرقة المؤازرة في المباريات الى حديقة منزله بعد هدم ملعب النادي "أريسوم بارك".