باول يقلل من تأثير الحظر النفطي العراقي و"اوبك" تؤكد عدم انضمام إيران وليبيا اليه

بغداد، عمان، مدريد، فيينا، سيول - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قلل وزير الخارجية الاميركي كولن باول من تأثير قرار العراق وقف صادراته النفطية، وقال انه لا يعتقد ان دولاً اخرى ستنضم الى هذا القرار. واعلن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط اوبك علي رودريغيز امس في فيينا ان المنظمة "ستحافظ على مستوى انتاجها الحالي حتى حزيران يونيو" بالرغم من دعوة العراق الى حظر نفطي. كما اكدت "اوبك" ان ايران وليبيا لن تنضما الى العراق. واعلن وزير النفط الايراني بيجان زنغنه ان أي وقف لصادرات النفط الايرانية لن يتم الاّ باتفاق تام مع بقية الدول الاسلامية المنتجة للنفط.
وقال باول للصحافيين الذين كانوا يرافقونه في رحلته من القاهرة الى مدريد اول من امس "حتى الآن، يبدو ان السوق استبقت عودة التوتر في المنطقة". واضاف "لدي انطباع بأن الدول المنتجة للنفط ستقوم بما هو ضروري في حال حصول خفض موقت للانتاج يمكن ان تتسبب فيه دولة منتجة. وسبق للعراق ان تصرف بهذه الطريقة في الماضي وكانت الاسواق قادرة على التأقلم مع خطوات عراقية مماثلة".
وفي ما يتعلق بمساعي العراق لحمل دول منتجة اخرى على الانضمام الى قراره، قال باول "لا اعتقد ان ثمة تفاهماً بين الدول المنتجة للنفط على ان تجتمع وتقرر تحركاً مماثلاً. انه ليس من مصلحتها".
وقال وزير النفط الايراني بيجان زنغنه لتلفزيون "رويترز" امس خلال زيارة تستمر ثلاثة ايام لسيول "موقفنا واضح جداً، وسبق ان اعلنه مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله خامنئي. فسنفعل كل شيء بالاجماع مع المنتجين المسلمين والعرب".
وكان خامنئي دعا الجمعة الماضي الى مقاطعة نفطية "رمزية" لمدة شهر دعماً للفلسطينيين. لكن المسؤولين الايرانيين شددوا على ان مثل هذا الحظر لن يكون فاعلاً الاّ اذا ساندته كل الدول الاسلامية الاخرى المنتجة للنفط.
من جهة اخرى، قال مصدر قريب من "اوبك" في فيينا امس ان ايران وليبيا "اوضحتا انهما لن تنضما الى الحظر الذي قرره الرئيس العراقي صدام حسين الاّ اذا قررت الدول العربية او الاسلامية الاخرى المشاركة فيه"
واضاف هذا المصدر الذي رفض كشف هويته ان "هذا الاحتمال غير وارد اصلاً". واعتبر ان المقاطعة التي قررها العراق للاحتجاج على الهجوم العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية "لا تخدم القضية الفلسطينية"، مشيراً الى ان "اوبك" تبقى معارضة "لأي شكل من اشكال الحظر" النفطي بحد ذاته.
واوضح المصدر ذاته ان الرئيس العراقي "يعرف كيفية اللعب على مشاعر الشعوب في الدول العربية"، لكن "في الواقع فان القرار العراقي لا يشكل حلاً للفلسطينيين الذين نتضامن معهم بالطبع".
وتابع "لا نتوقع بقاء اسعار النفط على سعر 26-27 دولاراً للبرميل الاّ في حال حصول امر دراماتيكي" في الشرق الاوسط، مشيراً الى ان متوسط سعر "سلة اوبك" تراجع اول من امس.
وافادت وكالة "اوبكنا" للانباء التابعة لمنظمة "اوبك" امس ان متوسط سعر "سلة اوبك" التي تضم سبعة براميل نفط عالمية وتستخدم لتعديل انتاج المنظمة وصل الى 25،24 دولاراً الثلثاء مقابل 13،25 دولاراً الاثنين.
وأعلن وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد امس انه اجرى اتصالات مع نظرائه في دول عربية واسلامية عدة للحصول على مساندتهم لقرار العراق، وفي الحد الادنى ابقاء الانتاج النفطي لبلدانهم ضمن حدوده الحالية. كما اوضح انه اجرى اتصالات مماثلة مع دول اخرى في "اوبك" بهدف اقناعها بعدم اتخاذ قرارات مناقضة. وتمنى رشيد في ندوة صحافية نظمتها قناة "تلفزيون الشباب" ان تحذو ايران حذو العراق. وقال "لو فعلت ذلك، لتم سحب بين 2 و 5،2 مليون برميل من السوق النفطية يومياً الى جانب سحب مليوني برميل كنتيجة لقرار العراقي ... وهذا يشكل عامل ضغط اكبر على الولايات المتحدة التي تستورد 60 في المئة من احتياجاتها النفطية".
وتوقع رشيد ان تبقى سقوف الانتاج في دول "اوبك" على ما هي عليه. وقال ان "أية دولة تزيد من انتاجها في هذا الظرف تكون وجهت طعنة الى الانتفاضة والى اهلنا في فلسطين".
واكد ان الاردن مستثنى من قرار العراق وقف تصدير نفطه، وانه سيستمر في الحصول على حصته من النفط "وفقاً للاتفاقات المبرمة بين البلدين وبالاسعار التفضيلية المقررة".
وكان رشيد اكد اول من امس ان الولايات المتحدة ستكون غير قادرة على تعويض ما فقدته السوق النفطية بسبب قرار العراق وقف صادراته النفطية.
ودعت صحف عراقية مجدداً امس الدول العربية والاجنبية الى وقف تصدير النفط اسوة بالعراق. وقالت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان "أعداء الأمة والانسانية لا يفهمون الاّ لغة الفعل الملموس الذي يؤثر في مصالحهم تأثيراً مباشراً".
كما دعت صحيفة "بابل" العرب الى "توسيع رد فعلهم وليس الاقتصار على وقف تصدير النفط"، مؤكدة انه "لا بد من موقف عربي سياسي يجبر النازيين الجدد الاميركان والصهاينة على وقف عدوانهم".