استجوبت السلطات السودانية مستشاراً اعلامياً لرئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بعد اعترافه بإخطار مسؤول في مطار الخرطوم هاتفياً بوجود متفجرات على متن طائرة الخطوط الجوية السودانية التي كانت متجهة الى لندن أول من امس مما آخر رحلتها نحو الساعتين. وأقر محمد ابراهيم خليل بأن مجهولاً أبلغه في اتصال هاتفي ان قنبلة وضعت على الطائرة السودانية المتجهة الى لندن عبر القاهرة، والمقرر اقلاعها في الثامنة صباحاً. غير ان الصادق المهدي الذي كان حجز مقعداً فيها تأخر عن الحضور الى المطار بسبب ان مكتبه أخطره بأن الطائرة ستغادر في العاشرة، مما يعني انه لن يتمكن من السفر. ودونت سلطات المطار اتهامات في مواجهة خليل وأحيل على النيابة التي أجرت معه تحقيقاً. وهدد وكيل وزارة الطيران أحمد اسماعيل زمراوي بملاحقة المتسببين في الحادث، مشيراً الى الذعر الذي أصاب ركاب الطائرة وتأخير الرحلة ساعتين خضعت خلالها الى تفتيش دقيق بعد اخلائها من الركاب وامتعتهم. واجرى المهدي الذي استطاع السفر في الطائرة بعد تأخير رحلتها اتصالاً هاتفياً من القاهرة مستسفراً عن مستشاره الصحافي الذي احتجزته السلطات ساعات قبل ان تفرج عنه. واستدعي خليل أمس للمرة الثانية. ودانت الشرطة ظاهرة "البلاغات الكاذبة"، ووصف الناطق باسمها اللواء سيد الحسين الذين يقومون بتلك الاعمال بأنهم يتسمون بعدم المسؤولية مشيراً الى ان الشرطة تعتبر كل بلاغ صادقاً وتتخذ كل الاجراءات اللازمة حتى يثبت لها العكس. واضاف ان مثل هذه الممارسات ضارة جداً بسمعة البلاد وتعطي انطباعاً بوجود توتر أمني على رغم ان السودان بعيد عن جرائم التفجيرات والاغتيالات. لكن خليل دافع عن خطوته وقال: "اتصل بي صباحاً شخص نبرات صوته مألوفة لدي واستفسرني عن سفر الصادق المهدي ثم أبلغني بأن الطائرة التي سيستقلها ملغومة وأنهى المحادثة بضحكة مستهزئة".