على رغم أن هذه الممثلة الشابة هي ابنة فنان المسرح الكبير الراحل كرم مطاوع، والفنانة سهير المرشدي، إلا أنها ترفض الاعتماد على هذين الاسمين في شق طريقها الفني. حنان التي تبدو عنيدة، تفضل ان تسلك دروباً طويلة، بخطوات بطيئة متأنية، لتصل الى ما تصبو اليه كممثلة، وهي بدأت السير في هذا الطريق باختيارها، وماضية فيه باختيارها، طامحة الى المزيد. "الحياة" التقت حنان مطاوع وأجرت معها حواراً كشفت فيه سر اختياراتها الصعبة في الفن والحياة، وعلاقتها بأبويها منذ الصغر وإلى الآن. وهنا نص الحوار: اطلالتك على المشاهد العربي عبر مسلسل "حديث الصباح والمساء" ألم تسبقها محاولات أخرى للظهور؟ - قمت بأداء ثلاثة أدوار في أفلام روائية قصيرة، تمثل تجارب سينمائية جادة، وتحمل رسالة، ورؤية سينمائية متطورة. وعندما رشحني المخرج أحمد صقر، الذي قدم "حديث الصباح والمساء"، لدور "مطربة"، سعدت بذلك، وسارعت الى تلبية ترشيحه، ليس ثقة في اسم المخرج فحسب، وإنما ثقة كذلك باسم نجيب محفوظ كاتب الرواية، واسم السينارست محسن زايد الذي اعدها للتلفزيون. واعتقد انني حسنة الحظ بظهوري للمرة الأولى عبر عمل لمحفوظ في شهر رمضان حيث تصل نسبة المشاهدة الى ذروتها. لماذا لم تلتحقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أو بمعهد السينما؟ - وجدت نفسي في التمثيل وأنا طالبة، وكان من الممكن أن ألتحق بأحد هذين المعهدين، ولكنني رفضت. والسبب هو رغبتي في الا يقول عني زملائي في المعهد انني التحقت به لأنني ابنة كرم مطاوع وسهير المرشدي! إذاً، وقفت شهرة والديك ضد طموحاتك، على العكس مما هو مفروض؟ - اخترت ذلك بإرادتي. كان - ولا يزال - من الممكن أن استثمر هذين الاسمين، ولكن هذا لن يصنع مني ممثلة حقيقية. فأنا ضد أن يأخذ شاب فرصة آخر، بناء على وساطة ابويه او نفوذهما. ماذا عن مؤهلاتك الدراسية؟ - تخرجت في كلية التجارة، وأعمل - الى الآن - في احدى الشركات الاستثمارية المصرية، لأن الفن لا يطعم خبزاً. إذاً أنت تنفقين على ذاتك، على رغم أنك تعيشين في كنف والدتك الفنانة سهير المرشدي؟ - احب أن أشعر باستقلاليتي، وأحاول ترسيخ مستقبلي والاعتماد على ذاتي. وهذا يساعدني على حسن انتقاء أدواري، ولا يدفعني لخوض المرحلة "السخيفة" التي يخوضها الفنانون الشباب، تحت عنوان "الانتشار"، فيبتذلون بها فنهم وانسانيتهم لقاء المال! هل اكتسبت الكثير من الثقافة الفنية نتيجة لنشأتك في بيت كرم مطاوع وسهير المرشدي؟ - بالتأكيد أول ما تعلمته منهما ان الفن كيان مقدس، وليس تجارة كما يتخذه الكثيرون الآن. وتعلمت أن انظر الى الاشياء بعين فنان، وانتقلت الى حساسيتهما ونظرتهما الى الفن. وأذكر أن أبي غضب كثيراً مني حينما رفضت الالتحاق بالمعاهد الفنية، لأنه كان يرى أنها السبيل الرئيس للثقافة الفنية. أعمالك - إلى الآن - قليلة جداً؟ - أؤمن بأن ايقاعاً بطيئاً بخطوات محسوبة واثقة، خير من ايقاع سريع لا تترك خطاه أثراً في الأرض. ويجب على الممثل الشاب ان يتأنى في خطواته، لأن خطوة واحدة قد تتحول الى خطأ لا يغتفره الجمهور. ما طموحاتك الفنية مستقبلاً؟ - اسعى الى أداء أدوار ذات قيمة فنية، ورسالة، عبر اعمال متقدمة فكرياً وتقنياً، وأن أحسن دائماً اختيار أدواري، فأصل الى موقع - لا أغادره - في قلب الجمهور. وماذا عن أعمالك الجديدة؟ - سباعية كتبها لينين الرملي، لمصلحة التلفزيون المصري، وأخرى كوميدية لمصلحة محطة فضائية عربية، وثمة اعمال اخرى في الطريق اتمنى أن تكون متميزة.