حذر المنسق السابق لنشاطات الاممالمتحدة في العراق هانس فون سبونيك من أن أي هجوم على هذا البلد قد يؤدي الى حرب بين الاكراد والشيعة. ورأى ان الرئيس جورج بوش الذي صنف العراق ضمن دول "محور الشر" لا يعرف التاريخ. وتحدث مسعود بارزاني عن حوار من دون شروط يجريه حزبه مع بغداد، مكرراً ان الأكراد لن يوافقوا "في شكل أعمى" على أية خطة اميركية لاطاحة الرئيس صدام حسين. القاهرة، نيويورك، فيينا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - اعتبر المنسق السابق للامم المتحدة في العراق هانس فون سبونيك في حديث الى الاذاعة النمسوية امس ان العقوبات المفروضة على العراق تساعد نظام الرئيس صدام حسين. وحذر من ان أي هجوم على هذا البلد قد يؤدي الى حرب بين الاكراد والشيعة. وقال فون سبونيك ان "صدام دمر كل البنى الاجتماعية للبلد وكل امكانية للمعارضة، يساعده في ذلك الفقر الذي نجم عن العقوبات". وتابع سبونيك الذي استقال قبل سنتين من ادارة برنامج "النفط للغذاء" احتجاجاً على العقوبات التي يعتبر انها تصيب الشعب اكثر مما تصيب نظام صدام: "المتاجر مليئة، لكن الناس لا تستطيع الشراء لأنها لا تملك ما يكفي من نقود". ولفت الى ان بغداد لا تملك أسلحة دمار شامل كما يشتبه الرئيس جورج بوش الذي يضع العراق في "محور الشر". واعتبر سبونيك ان "السياسة التي عاقبت الأبرياء لمدة 12 سنة يجب ان تتوقف"، مشيراً الى العقوبات الاقتصادية، ورأى ما يروى من قصص عن خطورة العراق على باقي العالم "سخافات". واكد في حديث الى صحيفة "دير ستاندرد" ان "هذا التعبير يظهر ان الرئيس جورج بوش لا يعرف التاريخ"، واضاف: "انه تعبير رنان لكنه سطحي ولا معنى له تاريخياً". وحذر سبونيك في حديث الى الاذاعة من ان أي هجوم على العراق "قد يؤدي الى اندلاع حرب بين مجموعات عرقية ودينية في العراق" لا سيما بين الاكراد والشيعة. وكان العراق تصدر أخيراً الأحداث في النمسا مع الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها زعيم اليمين المتطرف يورغ هايدر لبغداد، حيث قابل الرئيس صدام حسين. وتحدث هايدر عن معاناة الأطفال العراقيين وانتقد برنامج "النفط للغذاء" معتبراً انه "يتفق مع المصالح الاميركية". ولفت هايدر في مقال افتتاحي في عطلة نهاية الاسبوع الماضي الى ان "الاميركيين بفضل دورهم المهيمن في الأممالمتحدة يسيطرون ليس على واردات العراق فقط، بل يشترون ايضاً نحو 80 في المئة من النفط العراقي الرخيص الثمن، مع المساهمة في تحديد ثمنه". وعلق سبونيك قائلاً: "لا توجد مشكلة في مصافحة صدام، اذا كنتم متأكدين ان ذلك سيساعد الشعب". طهران والضربة في طهران، اعتبر النائب علي هاشمي، ان احتمال توجيه ضربة عسكرية اميركية الى العراق "صار قوياً نظراً الى ازدياد الاحتياط الاستراتيجي النفطي الأميركي"، وازاحة الرئيس صدام حسشششين من الحكم هي على جدول أعمال الادارة الاميركية التي ستستخدم كل الوسائل السياسية والعسكرية لتحقيق ذلك الهدف. والنائب علي هاشمي هو ابن أخ الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني الذي يشغل الآن منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام. بارزاني وبغداد الى ذلك، أكد مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، ان الأكراد لن يستخدموا في أي محاولة لإطاحة نظام صدام، كجزء من حرب اميركا على "الارهاب". وقال في مقابلة اجرتها معه قناة "الجزيرة" الفضائية أول من أمس: "لا يمكن ان نوافق على استخدام القضية الكردية لمثل هذه الاغراض". واضاف: "لسنا متمردين تحت الطلب". وأوضح انه اذا جرت أي محاولة لاطاحة صدام، فإن الأكراد يجب ان يعرفوا البديل من نظامه قبل ان يساعدوا في ذلك، وقال: "لا يمكن ان نوافق في شكل أعمى". وكشف ان حواراً غير مشروط يجري حالياً بين حزبه وبغداد، مؤكداً ان الاكراد لا يسعون الى الاستقلال بل يريدون اقامة نظام فيديرالي في العراق.