شهدت مدينة صيدا في جنوبلبنان أحداثًا عدة في الأيام القليلة الماضية، من بينها مقتل ممرضة أميركية تعمل في مستوصف خيري، ومنها التفجيرات اليومية التي يشهدها مخيم عين الحلوة جنوب شرقي المدينة. وكانت صيدا شهدت في الأشهر والسنوات الماضية عددًا من الحوادث الأمنية التي أكدت أن ظروفًا مختلفة تعيشها هذه المدينة وجوارها. هنا تحقيق عن المدينة وعن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي يجاورها ويتداخل معها في الإقامة والسكن والقرابة والسياسة والأمن. يبدو مبنى مديرية الهاتف في مدينة صيدا في جنوبلبنان في هذا اليوم الماطر من شهر رمضان مستوحدًا وعاريًا، والماء الذي بلل جدرانه الإسمنتية المرتفعة وغير المطلية رطّب الإسمنت وضاعف من قتامة لونه. إنه المبنى الذي اختاره المقاتلون السابقون في العام 1985 ليضعوا على شرفة إحدى طبقاته المرتفعة مدفع ال ب-10 الروسي الصنع، وليقصفوا منه ضاحية المدينةالشرقية حيث كان يتمركز مقاتلون آخرون في واحدة من الحروب الكثيرة التي شهدتها المدينة طوال سنوات المحنة اللبنانية. اختار المقاتلون المبنى يومها لإشرافه على المنطقة التي كانوا يستهدفونها، وكان الكثير من أبناء صيدا في حينها يترقبون قصفهم، وعندما كانوا يصيبون هدفًا من مدفعهم، كانت تتناهى إلى مسامع المقاتلين أصوات تصفيق يطلقها بعض من تجرأ على الوقوف على شرفته من أبناء المدينة ليراقب سير المعارك. واليوم وبعد مضي نحو 17 عامًا على هذه الأحداث، ونحو 12 عامًا على الاعلان الرسمي لانتهاء الحرب في لبنان ما زال بعض أبناء صيدا يصحو فجرًا على أصوات انفجارات صغيرة تصل مخنوقة إلى مسامعهم من جهة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وهو ضاحية تقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة. إنه يوم رمضاني، والمدينة صائمة تقريبًا، الناس يمشون مسرعين في اتجاه محلات الحلوى، ويخرجون منها محملين بأكياس بيض. الأستاذ الجامعي الذي يدرّس مادة علم النفس في كلية الآداب في المدينة يقول إن علاقة أبناء صيدا بأصناف الحلوى تدفع إلى الضيق. ويقول إن السمنة ظاهرة عامة من جراء ذلك. وتذمر الأستاذ الصيداوي هذا لا يعني أنه ناج مما وقع الصيداويون به في قضية حبهم للحلوى. فها هو يرد على محادثة هاتفية من ابنه الصائم يطلب منه فيها أن يحضر له "كيلو زنود الست"، حلوى بالقشطة. في ساعات بعد الظهر الأخيرة تسرع المدينة كلها في اتجاه واحد. والسيدة الأميركية التي قتلت قبل يومين والتي تعمل في مستوصف تابع لمؤسسة تبشيرية، قتلت في الصباح. الصباح الرمضاني في المدينة ثقيل وصعب، فالناس صائمون وهم على رغم ذلك يتوجهون إلى أعمالهم الصعبة. مزاج صيدا في هذه الصباحات كمزاج رجل مدخن لم يتناول قهوته الصباحية. ومن يعرف المدينة جيدًا يشعر أن قتلة السيدة الأميركية ربما استفادوا من ثقل الأمزجة في ذلك الصباح. ولكن من يعرفها جيدًا أيضًا يعرف أنه من السهل على من يريد أن يقتل أن يفعل ذلك وأن يضيع بعدها تمامًا كما ضاع قتلة القضاة الأربعة من قبله وكما ضاع قتلة غيرهم من ضحاياهم من رجال شرطة وأمن. أصوات الانفجارات اليومية التي تحدث في مخيم عين الحلوة لا تتناهى إلى مسامع كل سكان المدينة، يقول الطبيب ابن المدينة، فمعظمها يحدث في ساعات الفجر الأولى حيث نكون نائمين، والكيلومترات القليلة التي تفصلنا عن المخيم كفيلة بتبديد الصوت وبتشتيته في البساتين القليلة التي ما زالت تفصل المخيم عن صيدا، أو أن الأبنية الركيكة التي بناها مقاولون صيداويون وفلسطينيون في حي الزهور ومنطقة السراي الجديدة والتي اشتراها فقراء وعائدون إلى المدينة من الخليج تصد عنا ثقل أصوات الانفجارات، والكلام ما زال للطبيب أيضًا. بعد انقضاء نحو 12 سنة على الموعد الرسمي لانتهاء الحرب في لبنان ما زالت صيدا تنوء تحت ثقل الماضي الحربي الذي عاشته، هذا الماضي الذي لم ينقضِ وما زالت صوره معلقة على الكثير من أوجه العيش والوجود في المدينة. المسألة ليست سياسية فحسب وإنما ثمة شيء من روح الحرب ما زال مقيمًا هنا. في بيروت مثلاً يتنازع السلم مع الحرب. الميليشيات أو صورها الجديدة تقاوم نزعات السلم التي تظهر في صور الاعمار والسياحة والأعمال الجديدة، ويبدو ولو ظاهريًا أن السلم فاز في هذه المنازعة وأنه أخضع الميليشيات إلى منطقه، أو ربما العكس، أي أن الميليشيات تمكنت من مصادرة مظاهر السلم ولكنها لبستها. في صيدا الأمر مختلف. لم يحصل تنازع أصلاً، فالحرب انتهت من دون أن يهيأ شيء بديل. كأن المتقاتلين رموا أسلحتهم وذهبوا إلى منازلهم، من دون أن يترتب على ذلك شيء. مثال ربما يقرّب الصورة: في حي الست نفيسة في المدينة منزل من طبقتين سبق أن أقام فيه الرئيس السابق الراحل عادل عسيران، ولسبب ما وبعد العام 1985 تحول المنزل إلى مركز لتنظيم الجماعة الاسلامية. من المرجح أن البناء من طراز مباني الخمسينات في لبنان، مطلي بلون غباري وتزنر جدرانه نبتة من ذلك النوع الذي يعربش على الجدران. وبعدما تحول المنزل إلى مركز للجماعة الاسلامية تآكلت جدرانه قليلاً ولكنه بقي محافظًا على هيكله العام. في السنوات الأولى بعد الحرب، أي في النصف الأول من التسعينات استمرت الجماعة الاسلامية في الاقامة في المنزل، ولكن على نحوٍ أقل صخبًا، فبقي الحارس يقف عند مدخله ولكن من دون سلاح، ثم راح هذا الحارس يتغيب في فترات من النهار، إلى أن جاء وقت وتوقف عن حراسة المبنى، ولاحقًا أخلت الجماعة المبنى نهائيًا. أما اليوم وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على إخلائها له ما زال المنزل على حاله، لا بل إن مرور الزمن والفصول ضاعف تخلع نوافذه وجدرانه وتآكل ألوانه. كأن الجماعة أخلت المنزل لا ليحل محلها نوع آخر من الوظائف، إنما أخلته لتتركه للخواء. هذا الأمر تمامًا حصل لمركز الحزب الشيوعي في منطقة البوابة الفوقا في صيدا. هذا المركز ما زال مركزًا للحزب إنما عدمت الحياة فيه من دون أن تفسح لحياة جديدة. شيء من الهرم يصيب الأشياء فلا يحيلها خرابًا إنما يُدِب فيها الخواء. وصيدا كالكثير من المدن الطرفية التي انتعشت في سنوات الحرب بفعل النزف الذي أصاب العاصمة، ثم عادت لتضمر بعد انتهاء الحرب التي لم تنته فيها على رغم انتهائها في معظم المدن الأخرى. هذا الضمور أصاب المدينة بشيء من الحزن، فراح الشباب يضيقون بالحياة فيها، وتراجعت الكثير من الأعمال، ثم إن سرعة الوصول إلى بيروت بفعل الطرق الجديدة عطل على المدينة وظائف كان يمكن أن تقوم بها فيما لو كانت المسافات أطول نحو نصف ساعة إلى بيروت. لم يبق لصيدا بفعل هذه العوامل سوى صناعة الحلوى تقريبًا، وهذه أيضًا تعرضت لاهتزاز بعدما افتتح آل البابا فرعًا لمحلهم الشهير بصناعة الحلوى في بيروت. ولكن بقي شيء آخر في المدينة، هو روح الأزمة، صور الحرب وثقافتها المقيمة في أحيائها الفقيرة وفي مخيمها القريب. ثمة أناس جدد يهربون إلى المدينة من المناطق اللبنانية المختلفة ويقيمون في نسيجها الهجين والمتآكل، وينضمون إلى إخوان لهم في دساكر الأحياء والأزقة. هذا الأمر لم يحصل من تلقائه طبعًا. ثمة من أراد للمدينة هذا الدور. أن يهرب عناصر من منطقة الضنية في الشمال اللبناني شاركوا في المجزرة التي ارتكبت بعناصر الجيش اللبناني وأن يقيموا في مخيم عين الحلوة وأن يصيروا جماعة ويطلقوا على أنفسهم اسم جماعة الضنية، هذا الأمر لن يحصل لأن الأمور تحصل على هذا النحو. عشرات الأمثلة من هذا النوع، والمدينة جادة في قبولها وإدخالها إلى نسيجها المخلع. الحادثة الواحدة تصيب في المدينة أمكنة جوهرية وتعطل فيها وظائف استلزمها عشرات السنين حتى تكونت. مقتل الممرضة الأميركية الإنجيلية أصاب من دون شك ذلك الدور التربوي الذي لعبه الإنجيليون في المدينة والذي تمثل بإنشائهم قبل نحو 60 سنة المدرسة الإنجيلية التي تخرج منها آلاف من أبناء المدينة، إنها واحدة من الخسارات التي راحت المدينة تمنى بها منذ بدايات الحرب وما زالت مستمرة إلى الآن. لن تقفل المدرسة طبعًا ولكن الإنجيليين بدأوا يشعرون أن المدينة تضيق بهم من دون أن يعلنوا ذلك. وسبق أن خسرت صيدا مسيحييها في فترات الحرب السابقة وقبلهم اليهود. وفي مقابل الضمور الاجتماعي، راحت المدينة تستقطب أنواعًا أخرى غير مجربة من أنماط العيش الجديد، فمثلاً بدأت أنواع من السوبرماركات الضخمة بافتتاح فروع لها فيها، واخترق المدينة من جهتها الشرقية طريق سريع يؤدي إلى الجنوب من دون الاضطرار إلى المرور في شارع رياض الصلح الذي كان قاصدو الجنوب يتبضعون منه أثناء توجههم إلى مدنهم وقراهم في الجنوب. وبواكير هذه الوظائف إذا أضيفت إلى الشكل الأحادي للعيش، تحيل صيدا إلى مدينة من غير نسق. ولكن حتى هذه الوظيفة غير مضمونة النجاح في ظل تحول صيدا إلى جزيرة أمنية. فالعابرون إلى الجنوب عبر الأوتوستراد الجديد مضطرون للمرور قرب مخيم عين الحلوة، وتحديدًا في جوار الحي الغربي من المخيم حيث تتخذ هذا الحي الخلايا المنشقة عن التنظيمات الاسلامية مقرًا لها ويعترف لها المخيم وأهله بالسلطة فيه. تحول مخيم عين الحلوة في السنوات العشر الأخيرة إلى لا سلطة لأحد فيه، أو السلطة فيه لمن يرغب حتى لو كان من خارجه. يحق لمن يرغب بالدخول إليه وأن يجمع حوله مقاتلين أو ثلاثة وينشئ مركزًا ويعلن جمهورية لا تتجاوز حدودها العشرة أمتار. حصل ذلك حرفيًا مع عشرات المجموعات التي تشكلت بفعل انشقاقها عن تنظيمات أم، وأخرى لجأت إلى المخيم من خارجه هاربة من ملاحقة أو أحكام. التفجيرات اليومية التي تحصل هذه الأيام في المخيم لا يحكمها أي منطق، فيومًا تستهدف تاجر مخدرات، ويومًا آخر تستهدف مركز منظمة "الصاعقة" القريبة من سورية، وفي اليوم الثالث منزل المسؤول الاعلامي في حركة "فتح". الخسائر البشرية قليلة وربما معدومة لذلك يرجح رجال المخيم أن تكون متفجرات سياسية فقط. المناطق التي تستهدفها تلك المتفجرات الصغيرة متوزعة في جميع أنحاء المخيم، وفي حين تؤكد مصادر فلسطينية أن أي طلقة رصاص لا يمكن أن تطلق في المخيم من دون علم الأجهزة الأمنية العاملة فيه، يؤكد سكان المخيم أن من يرغب بإلقاء قنبلة في أي مكان يستطيع أن يفعل ذلك من دون صعوبة تذكر. من أجرى جردة في التنظيمات المسلحة الموجودة في المخيم في الشهر الماضي عليه أن يعيدها هذا الشهر، فثلاثون يومًا وقت كاف لنشوء تنظيمات جديدة. يروي أهالي المخيم ذلك بمرارة. يعيد رجل من المخيم تعداد التنظيمات المسلحة فيه فيقول: جماعة حسام شيخو أبو بكر السوري وهو إسلامي كردي سوري هارب من بلده مع مجموعة من أقاربه لجأ إلى المخيم وقُتل فيه ويقود مجموعته اليوم شقيقه ياسر، وجماعة الشيخ عبدالله الشريدي، والحركة الاسلامية المجاهدة بقيادة الشيخ جمال خطاب الذي يمتدح سكان المخيم اعتداله ومهاجمته في خطبه الواقفين وراء التفجيرات، وعصبة الأنصار التي يتزعمها أحمد عبد الكريم السعدي "أبو محجن" المحكوم غيابًا بالإعدام، وجماعة أسامة الشهابي التي قامت العام الماضي بالسطو على مصرف في منطقة الدامور وجماعة الضنية وأفرادها لبنانيون هاربون من منطقة الضنية في شمال لبنان، وجماعة عماد ياسين المنشقة عن عصبة الأنصار، هذه المجموعات الاسلامية يضاف إليها وجود للتنظيمات الإسلامية الأساسية كحماس والجهاد وكذلك جمعية المشاريع الإسلامية الأحباش، ويضاف إليها أيضًا 12 تنظيمًا آخر تؤلف تحالف القوى الفلسطينية الموالي لسورية، وبعد هذا التعداد المتُعب يستدرك رجل المخيم فيضيف إليها فصائل منظمة التحرير من فتح وجبهة شعبية وديموقراطية و... كلها تعمل وتتقاتل وتتنافس في مساحة تقل عن كيلو متر مربع. ويضيف الرجل إلى هذه الأوضاع حقائق أخرى منها معدل بطالة يصل في المخيم إلى حدود ال80 في المئة وإلى تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها. في جلساتهم الداخلية يتحدث سكان المخيم عن هذه المجموعات ويتساءلون عن مصادر تمويلها، والمشكلة أن هذه المجموعات صارت جزءًا من اقتصاد المخيم في ظل اضمحلال فرص العمل وخفض الموازنات المخصصة من الأونروا ومنظمة التحرير. كما أن الوضع الاقتصادي الضاغط دفع الى انقسامات من نوع آخر. فأثناء تجوالك في أحياء عين الحلوة ستصادف رجالاً يخرجون من جيوب قمصانهم بيانات مختلفة تبادلت أطراف المخيم فيها اتهامات بالفساد والسرقة. فهذا بيان يتهم فيه ضباط من حركة فتح مسؤولهم بالفساد قائلين: "إلى كل أبناء حركة فتح في لبنان ...نريد أن نعلمكم أن هذا المتسلق الخسيس المدعو... وصل به الحد إلى اغتصاب وسرقة أموال المناضلين وأبناء الشهداء... إن... يملك ثروة تقدر بملايين الدولارات ويضع سندات في البنك المركزي بالأسماء التالية...". ويضيف البيان "أما بالنسبة للجرافات والكميونات وأسطول السيارات التي يملكها فإنها لا تعد ولا تحصى ومزرعة البقر التي يملكها فهي لكي يرتاح من نهار طويل يحتقر فيه أبناء وكوادر حركة فتح عند مراجعتهم له". بيان من نوع آخر يواجهك به رجال آخرون وهو عبارة عن كتاب موقع من "السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن العام لجنة لبنان"، ويخاطب الكتاب المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أونروا قائلاً: "نود أن نبلغكم أن المدير العام للاونروا في لبنان... عقد اجتماعًا مع فصائل التحالف وطلب منهم العمل بجدية للفوز بانتخابات الموظفين... وهو الآن يقوم بتهيئة السيد... وهو من مؤيدي تنظيم الصاعقة لكي يكون مسؤولاً... بمعنى أنه يقوم بتشكيل دائرة توظيف معادية. إن الأونروا في لبنان اتخذت قرارًا بتعيين أشخاص يدرسون الشريعة وإعطائهم الأولوية بالتعيين علمًا أنهم درسوا برعاية من إيران أو حزب الله أو جهات إسلامية وغاياتها بالتأكيد معروفة...". تفصل بين صيدا ومخيمها طرق كثيرة، وفي هذه الأيام الرمضانية الماطرة تضطرب حركة المرور بين ازدحام كثيف وخلو تام، والمقاتل السابق الذي وقف قبل أكثر من 15 عامًا على شرفة مبنى الهاتف، وصل في هذا اليوم إلى جوار "دوار الأميركان" الذي تتفرع منه طرق عدة تصل المخيم بالمدينة. كان الدوار خاليًا والمدرسة الانجيلية ما زالت في مكانها وكذلك الملعب الأخضر الواسع المخصص لطلابها. يفكر قليلاً بالعلامات التي فقدتها المدينة منذ شروعه بالقصف. شعر بغبطة بعد اكتشافه أن مدرسة الأميركان ما زالت في مكانها، إذ إنها واحدة من العلامات القليلة المتبقية التي تؤشر إلى عالم المدينة السابق الذي غادره. فكر في أن المدرسة على حافة المخيم، وأنه قبل أيام قليلة قتلت ممرضة إنجيلية في المدينة، وشعر بأن الخواء سيصل إلى المدرسة، وتذكر أنه هو من بدأ بالقصف... وعاد الى بيروت.