في أول اجراء عملي يهدف الى تطويق الأزمة الروسية - الجورجية، أعلن وزير الأمن الجورجي فاليري خابورزايف ان الطرفين توصلا الى اتفاق حول "سلسلة تحركات منسقة" يعتزم الجانبان القيام بها، بهدف حراسة ما وصفها "مناطق الاشكالات على الحدود". وأكد نائب مدير هيئة وزارة الأمن الفيدرالي الروسي فلاديمير برونتشيف ان الاتفاق الذي سيوقع رسمياً بعد غد الخميس، يتضمن القيام بعمليات مراقبة مشتركة على طول الشريط الحدودي وينظم وسائل الاتصال وتبادل المعلومات. وقال انه جاء كنتيجة مباشرة لمحادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الجورجي ادوارد شيفاردنادزه، على هامش قمة دول الرابطة المستقلة التي عقدت قبل أيام في العاصمة المولدافية كيشينيوف. واعتبر ان الاجراءات المشتركة تهدف الى القضاء على محاولات التسلل وتشديد الرقابة على الشريط الحدودي الذي يفصل الأراضي الجورجية عن الشيشان وانغوشيا وداغستان، وكلها جمهوريات تتمتع بالحكم الذاتي ضمن السيادة الروسية. من جهة أخرى، اعترف وزير الداخلية الجورجي كوبا نارتشيما شفيلي بوجود "مقاتلين شيشان وأجانب" في منطقة وادي بانكيسي الحدودية لكنه قال انهم يندسون بين اللاجئين ويصعب تمييزهم عن المدنيين، مضيفاً ان عملية اعادة الأمن الى هذه المنطقة "قد تستمر لعدة شهور أخرى"، في اشارة الى عمليات البحث والتمشيط التي تقوم بها وحدات جورجية في الوادي. على صعيد آخر، تأكد تورط عناصر من رجال الشرطة الشيشانية في حادث تفجير مفوضية الشرطة في غروزني الذي وقع الخميس الماضي وأسفر عن مصرع 23 شخصاً بينهم 13 ضابطاً وشرطياً. وافترض المحققون تورط المقاومة الشيشانية، لكن النائب العام في الشيشان نيكولاي كوستيموتشينكو ذكر ان التحقيق كشف عن تفاصيل جديدة، مشيراً الى تورط "أشخاص محددين داخل جهاز الشرطة". وكشف نائب حاكم غروزني سفيان داختشايف ان ثلاثة أشخاص اعتقلوا وتجري ملاحقة اثنين آخرين، جميعهم من الشرطة. وأوضح ان العملية ربما تكون انتقامية بسب قرارات طرد اتخذها أخيراً قائد شرطة غروزني محمد سيبايف الذي يعتقد انه كان المستهدف الأساسي في العملية، خصوصاً وان المواد المتفجرة التي قدر وزنها ب20 كيلوغراماً، دست داخل مكتبه في مبنى المفوضية الذي انهار تماماً بتأثير الانفجار.