ترافق اجتماع اللجنة الامنية الثلاثية الذي رأسه المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني امس مع تصعيد في حملة التحريض التي تشنها الحكومة الاسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات على خلفية سفينة الاسلحة، فيما برزت ملامح حملة عالمية لتعقب الناشطين الاسلاميين، في ضوء اعلان الهند اعتقال ثلاثة اشخاص "على علاقة بحماس". وفي أجواء احتفالية واستعراضية، تفقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون سفينة الاسلحة في ايلات بحضور سفراء عشرات الدول وممثلي وسائل الاعلام الاجنبية الذين نقلوا الى المنطقة على متن طائرة خاصة لمعاينة المحتويات. وشن شارون خلال المؤتمر الصحافي هجوماً عنيفاً على الرئيس الفلسطيني واتهمه ب"الكذب وتضليل المجتمع الدولي" و"العمل على اشعال المنطقة بالحرب". واضاف ان عرفات "لم يعد غير مقبول فحسب، انما ايضا عدو شرس يقود سلطة تشكل حلقة مركزية في شبكة الارهاب العالمية التي تأخذ من ايران مقرا لها". اما وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر، فاعتبر ان اعتراض السفينة حال دون "لبننة" المناطق الفلسطينية، مشيرا الى ان قرار السلطة التحالف مع ايران سيجلب الويلات على الشعب الفلسطيني. ورغم ذلك، أعطت الحكومة الاسرائيلية مؤشرات متناقضة الى الاسلوب الذي ستنتهجه في التعامل مع السلطة وعرفات، فبعدما قال شارون ان اسرائيل قررت تغيير استراتيجيتها في التعامل مع السلطة من دون ان يخوض في طبيعة التغيير، اشار الى انه يعتزم المضي في البحث عن حل سلمي للنزاع مع الفلسطينيين. ولم تخف مصادر سياسية في تل ابيب عدم ارتياحها من عدم ابراز حادثة السفينة في صدر صفحات الصحف الاميركية واتهمت رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز بالتسرع في كشف القضية، ورأت انه كان الأجدر به ان ينتظر حتى ترسو السفينة في ميناء ايلات وعندها تتم دعوة ممثلي وسائل الاعلام ليعاينوا ما تحمله السفينة. كذلك اكدت مصادر فلسطينية ان زيني رفض اقتراح مسؤولين فلسطينيين تشكيل لجنة تحقيق ثلاثية في قضية السفينة، مشيرا الى ان واشنطن ليست معنية بأن تكون طرفا. وكان مصدر اميركي رفيع كرر امس انه ليس لدى واشنطن ادلة قاطعة على ان الاسلحة كانت متجهة الى السلطة، مرجحا ان تكون موجهة الى "حزب الله" او "حماس". ورغم حملة التحريض الاسرائيلية، واصل زيني اجتماعاته الهادفة الى تثبيث وقف النار، ولم يغادر المنطقة قبل ان يضمن موافقة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على جدول زمني لتنفيذ التفاهمات التي تمت بين عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال اجتماعهما في مطار غزة الدولي اواخر ايلول سبتمبر الماضي، مشددا على ان "الامن ومكافحة الارهاب" يحتلان الاولوية في مهمته. واتهمت القيادة الفلسطينية، في بيان لها امس، الحكومة الاسرائيلية بمحاولة اختلاق الذرائع لمخططات عدوانية جديدة ضد الشعب الفلسطيني والتهرّب من تنفيذ الالتزامات ونسف الاجواء الايجابية في ظل زيارة زيني. وكشفت مصادر فلسطينية ان زيني تبنى تفاهمات عرفات - بيريز، بما فيها الخطوات المتبادلة التي يتوجب على الطرفين تنفيذها في اطار جدول زمني محدد. وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع ابو العلاء ان اللقاء الأمني الثلاثي مساء امس "حدد المفاصل الاساسية" للشروع بتنفيذ التفاهمات التي تمت خلال ايام زيارة زيني تنفيذا دقيقا تمهيدا للبدء بتطبيق "تفاهمات تينيت وتوصيات ميتشل كرزمة واحدة في 18 من الشهر الجاري"، موعد عودة زيني الى المنطقة في جولة ثالثة. في غضون ذلك أ ف ب، استقبلت الهند وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بخبر اعتقال ثلاثة اشخاص قالت انهم على علاقة ب"حماس". وقال بانديت المدير العام لشرطة ولاية اوتار برادش شمال الهند ان رجاله تحركوا بناء على معلومات "تم تلقيها" أول من أمس واعتقلوا الفلسطيني ياسر محمد والأردنيين سمير وعدنان علي في مدينة لوكنوي و"ثلاثتهم كانوا يستأجرون منازل ويدعون انهم طلاب". وأضاف: "لقد ضبطنا ايضاً جوازات سفر مزورة وشهادات دراسية مفبركة كانت بحوزتهم. وهم حالياً قيد الاستجواب". الا ان الرجال الثلاثة رفضوا التهم الموجهة اليهم ونفوا أي علاقة لهم مع "حماس"، وأشار مسؤولون هنود محليون ايضاً الى ضبط وثائق على علاقة ب"حماس" في منازلهم ورصد اتصالات هاتفية مشبوهة.