قال وزير لبناني بارز أن تنقية الأجواء بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري هي موضع اهتمام رئيس الجمهورية اميل لحود، بمواكبة ورعاية مباشرة من دمشق التي تعتبر ان علاقتهما محكومة بالتعاون والتفاهم، على رغم ما شابها بفعل الخلاف على التعيينات الإدارية. وأكد الوزير ل"الحياة" ان ليس هناك من وساطة بين بري والحريري ليقال إنها تعثرت ووصلت الى طريق مسدود، مشيراً الى الأجواء الإيجابية التي سادت اول من امس اجتماعي لحود بكل منهما، اضافة الى الأجواء الممتازة التي اتسم بها لقاء الحريري امس برئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان في شتورا، حيث بحثا في مجمل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية. ولفت الوزير الى أن امام السلطتين التشريعية والتنفيذية مجموعة من الاستحقاقات تستدعي التعاون خصوصاً أن لبعضها علاقة مباشرة بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر باريس-2 المخصص لدعم برنامج الإصلاح المالي للحكومة. ورداً على سؤال قال الوزير ان الأجواء الهادئة بين الحريري وبري لا تغني عن جهد مطلوب يسعى له لحود ودمشق، خصوصاً ان الحريري يعتبر ان ما قاله بري في مؤتمره الصحافي تجاوز فيه الأمور السياسية الى الشخصية ما احدث جرحاً في العلاقة، بينما يعتبر بري ان الحريري يستخف بموقفه. وأشار الوزير الى ان بري "استدرك في لقاءاته اللاحقة وزراء ونواب ما قاله في مؤتمره الصحافي وتحدث بلهجة هادئة يغلب عليها العتاب في مقابل ما نقل إليه عن لسان الحريري بأنه منزعج ويشعر بأنه مجروح". واستبعد الوزير، ان تكون هناك نية للعودة عن التعيينات التي صدرت في الدفعة الأولى. وقال إن لحود وقّع المراسيم الخاصة بالتعيينات فور عودته من نيس في فرنسا أول من امس، ووقعها ايضاً رئيس الحكومة والوزراء المختصون بمن فيهم الوزراء المحسوبون على بري. وكان الأخير طلب من الوزراء الذين ينتمون الى كتلته النيابية التوقيع، على أمل معالجة الخلاف بينه وبين الحريري على ما تبقى من تعيينات. وكان الخلاف بين بري والحريري معرض مواقف وانتقادات سياسية. فرأى وزير الإعلام غازي العريضي "أن ما احاط بعملية التعيينات الإدارية هو امر طبيعي"، مشيراً الى "أن ليس من عيب في ان ينتمي اي مسؤول لجهة سياسية او اخرى بل هذا شرف يستند إلى قناعة مبدئية في بلد الحرية والديموقراطية"، مؤكداً "ان المهم ان يكون هذا المسؤول في خدمة الإدارة ومصالح الشعب اللبناني". وقال خلال افتتاح برنامج الإعلام الإداري في لبنان - اليوم السمعي البصري الثاني الذي ينظمه مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية بالتعاون مع وزارة الإعلام: "ليست الإدارة ملكاً لأحد، لا لمدير عام ولا لوزير ولا لرئيس ولا لمسؤول سياسي في اي موقع كان ومهما كانت صفته التمثيلية، في الإدارة يتلاقى اللبنانيون وفيها يجب ان تمارس خدمة جميع اللبنانيين لأن في ذلك مصلحة الجميع". وأمل وزيرالنقل نجيب ميقاتي في تصريح "أن يخرج البلد من منطق المزرعة ومنطق الطوائف ومنطق المذاهب والمناطق الى مذهب وطائفة ومنطقة عنوانها الوطن ما يلزمنا كمسؤولين الترفع فوق كل الأنانيات والحسابات الضيقة". ودعا وزير الدولة بيار حلو "الى تطبيق البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة على اساسه"، مشيراً الى "أن بعد مرور 14 شهراً لم ينفذ من هذا البيان سوى القليل القليل". وعلق حلو على خلاف الرؤساء بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير قائلاً: "مسكين هذا الشاب المرغم على الهجرة لإيجاد فرصة عمل ويؤسفنا ان يكون العنوان الرئيس في الصحف هو الخلاف بين الرؤساء، وأنا اليوم انتقد هذه الخلافات كما انتقدت الترويكا سابقاً لكن حلو رد على سائله عن الاستقالة من الحكومة بقوله: "لماذا أستقيل؟ ففي داخل مجلس الوزراء يمكنني ان اتحدث". ورأى ان الأمر لم يصل بعد الى درجة "شهود زور" داخل مجلس الوزراء فأنا اعطي رأيي وأعتبر ان وجودي في المجلس يساعد المواطن اكثر من ان اكون خارجه". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله "ان لبنان سفينة سائرة في بحر متلاطم الأمواج باحثة عن شاطئ الأمان ولكن الناس اضاعوا البوصلة التي تهديهم إليه، وسأل: أي لبنان نريد؟ والكل يريدون لبنان الطائفة والامتيازات الضيقة ويبقى لبنان الإنسان ضائعاً بين مجالس الطوائف". ولفت "حزب الوطنيين الأحرار" الى التشنجات الرئاسية. ورأى أن المساءلة يجب ألا تتوقف عند هذه الممارسة بل يجب ان تتعداها الى صيغة الحكم المبتكرة عام 1989. وذكّر الحزب في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون ب"متاهات النظام القائم وترهات أهله الذين ينطبق عليهم مثل "الشريك المضارب" والمحكومين بسقف الولاء لدمشق والسهر على رعاية مصالحها والاقتصاص من كل من يدفعه تعلقه بالثوابت اللبنانية الى التصدي لتدخلها في شؤون الوطن الداخلية حتى ولو أدى ذلك الى المزيد من التهميش والإحباط والهجرة والتأزم الاقتصادي والعقم السياسي". وتوقف الحزب عند ما أدلى به رئيس الحكومة "وحاول فيه اشاعة اجواء التفاؤل بالنسبة الى الوضع الاقتصادي". وقال: "نكتفي بذكر الديون المتراكمة وانكماش الأسواق والبطالة الحقيقية والمقنعة واستمرار الهدر والفساد وترهل الإدارة".