أصيب خمسة أشخاص بجروح، صباح أمس، في انفجار قنبلة تقليدية وضعها مجهولون داخل محفظة مدرسية أمام رصيف محطة المسافرين قرب جسر لاكونكورد في منطقة بئر مراد رايس. ويبعد مكان الانفجار نحو كيلومترين فقط عن مقر رئاسة الجمهورية. وأثار الانفجار رعباً وهلعاً بين المسافرين على الطريق السريع الذي يربط شرق العاصمة بغربها، على حدود الأحياء الراقية في حيدرة وبن عكنون. وجاء الانفجار في سياق سلسلة من العمليات التي قامت بها الجماعات المسلحة في المناطق المحيطة بالعاصمة في أعقاب الإعتقالات التي قامت بها فرق مكافحة الإرهاب التابعة للجيش ضد الاسلاميين المسلحين. فقد أوقفت فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش، الخميس الماضي، ستة عناصر من "الجماعة الإسلامية المسلحة" في مدينة وهران. وهم يضافون إلى جريحين أوقفتهما قوات الأمن في عمليتين أخريين قُتل فيهما ثلاثة عناصر من "الجماعة" بينهم "الأمير جعفر". وأفيد أن الموقوفين على صلة بمجموعة مسلحة تنتمي إلى "الجماعة الاسلامية المسلحة" بقيادة عنتر الزوابري وتتخذ من غابات طفراوي مخبأ. واكتشفت قوات الدرك الوطني مخبأ هذه المجموعة "صدفة" بداية كانون الثاني يناير الجاري. وعلم أيضاً أن ثلاثة من العناصر الستة الموقوفين من "الجماعة" اعتُقلوا في حي سيدي الهواري، وأن بعضهم كان ملاحقاً من أجهزة الأمن منذ مدة طويلة. وفي ولاية غليزان غرب، أوقفت أجهزة الأمن، الجمعة، اكثر من عشرة أشخاص في قرية مصمود في بلدية سيدي محمد بن عودة بتهمة التورط في تقديم الدعم والسند للمجموعات المسلحة التي تنشط على محور جبال الرمكة وتيميكسي. وكانت أوقفت قبل ذلك ثلاثة أشخاص من قرية الشمس في وادي الأبطال يُشتبه في تورطهم في مساعدة مجموعة مسلحة. وجاءت هذه الاعتقالات بعد معلومات قدمها بعض "التائبين" من الجماعات المسلحة الذين سلموا أنفسهم في الأيام الأخيرة الى أجهزة الأمن في ولاية غليزان. أما في ولاية خنشلة شرقا، فقد تمكنت أجهزة الأمن، الأربعاء، من القبض على ستة عناصر يمثلون، بحسب مصادر أمنية، شبكة دعم واسناد ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها في المنطقة عبدالرزاق البارا. وجاء اعتقالهم خلال عملية تمشيط واسعة لمدينة خنشلة، إثر معلومات تفيد بوجود "مشبوهين" في المنطقة. وأفضت التحقيقات الأولية إلى وجود إرهابيين إثنين ينشطان ضمن تنظيم البارا، إضافة الى أربعة آخرين يمثلون شبكة دعم ونقل المعلومات. وعُلم ان إثنين من الموقوفين أُحيلا على الحبس الموقت، في حين لا يزال التحقيق مستمراً مع أربعة آخرين. وأفادت مصادر أمنية أن التحقيق كشف وجود عناصر أخرى تعمل ضمن المجموعة على محور تبسة - خنشلة - باتنة. وتسعى قوات الأمن حالياً الى توقيفهم. دور سياسي الى ذلك، بدأت، أمس، فعاليات الأيام الدراسية حول "مساهمة المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب" بحضور عدد من الخبراء ومسؤولي التنظيمات المعنية في الدول العربية وأوربا والولاياتالمتحدة. وستُقدم في هذا المؤتمر محاضرات لباحثين مختصين تتركز أساساً على "جذور الإرهاب" و"الارهاب والمجتمع المدني" و"الارهاب والاعلام" و"مكانيزمات اليات مكافحة الارهاب قبل 11 سبتمبر وبعده"، وكذلك "الرؤية الجديدة لمكافحة الارهاب". وتبحث الندوة التي نظمتها الفيديرالية الدولية لعائلات ضحايا الإرهاب في إمكان البحث عن دور سياسي لهذه التنظيمات لتشديد الخناق على الجماعات الإسلامية المسلحة، وتحديداً الشبكات الناشطة في الخارج خصوصاً مع إعلان الولاياتالمتحدة عن رغبتها في ملاحقة ناشطي تنظيم "القاعدة" والجماعات المتطرفة في العالم.