تظاهر المسلمون الذين يخشون على امنهم في نيويورك مساء الاحد لتأكيد تمسكهم بأميركا واستنكارهم ونبذهم للعنف الارهابي والحرب. وفيما تواصل صدور تقارير تتحدث عن اعتداءات على افراد ومؤسسات اسلامية وعربية في دول غربية عدة، خصصت الحكومة الاميركية خطاً ساخناً للرد على شكاوى متزايدة من التعرض لاعتداءات على مسلمين واميركيين من اصول عربية. واشنطن، لاهاي، نيويورك، كوبنهاغن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - تبلغ أهالي تلامذة اميركيين عرب يتلقون تعليمهم في الاكاديمية السعودية الاسلامية في واشنطن تعليق الدروس في المدرسة حتى اشعار آخر، بعدما تلقت الاكاديمية تهدات بالقنابل. وقذف مجهولون المدرسة بالحجارة، مما دفع إدارتها إلى تعليق الدراسة من دون تحديد موعد لاستئناف العام الدراسي. وقالت اللجنة الاميركية للحقوق المدنية أمس إنها خصصت خطاً هاتفياً خاصاً بالشكاوى على مستوى الولايات الاميركية لتلقي شكاوى التمييز من العرب والمسلمين وتسجيلها. ورقم الخط الساخن هو 6843 552 800 . وقالت ماري فرانسيس بيري رئيسة اللجنة "مع استمرار البحث عن هؤلاء الافراد الذين ارتكبوا الاعمال المروعة اعتداءات نيويوركوواشنطنلابد ان نأخذ في اعتبارنا اننا كأمة لن نستهدف اي جماعة دينية او عرقية في شكل ظالم. كل الاميركيين بغض النظر عن العرق والعقيدة والثقافة تأثروا بهذه الفظائع" وقال مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية انه تلقى تقارير عن مئات من الحوادث المناهضة للمسلمين تشمل مضايقات وتهديدات وبعض اشكال التمييز خلال الاسبوع الماضي. هولندا وفي هولندا، اعلنت الشرطة ان حريقين متعمدين نشبا في مسجد ومدرسة نهاية الاسبوع الماضي في هولندا وتسببا باضرار فيهما. ولم يستبعد المحققون ان تكون هاتان الجريمتان رد فعل على اعتداءات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة وان لم يمكنهم تأكيد ذلك. ودمرت قاعتان في مدرسة اسلامية في نيماغ جنوب اثر اضرام النار فيهما الاحد. واغلقت المدرسة امس ابوابها في الوقت الذي كان يفترض بتلاميذها المئة ان يقدموا رسومات تجسد عبثية الارهاب. وفي زويلا شرق اضرم مجهولون النار في مسجد ليل السبت - الاحد. ولم تُسجل اضرار كبيرة لأن فرق المطافىء تدخلت سريعاً في الوقت المناسب. كوبنهاغن الى ذلك، افادت مصادر الشرطة ان ان دنماركيا اوقف الاحد ووضع قيد الاحتجاز لمدة اربعة اسابيع بعدما حاول احراق مسجد فى كوبنهاغن انتقاما للهجمات على الولاياتالمتحدة. وان الشرطة فاجأت الرجل 28 عاماً الذي لم تكشف هويته، وهو يعد زجاجات حارقة لالقائها على مركز دورتهيفي الاسلامي فى كوبنهاغن وهو احد المراكز الكبرى لتجمع المسلمين فى الدنمارك. وذكرت الصحف الدنماركية امس ان مجهولين حطموا نوافذ مطعم للبيتزا يملكه مهاجرون من الاكراد الاحد فى مدينة دراغور على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق العاصمة.ويعيش فى الدنمارك حوالي 170 الف مسلم اي حوالي 3 في المئة من السكان. اعتداء على كويتي وفي لندن، قال أحد رجال الاعمال الكويتيين انه تعرض إلى اعتداء من قبل ثلاثة أشخاص، اعترضوا سبيله بسبب سحنته العربية، وكالوا له الشتائم وحاولوا ضربه والتهجم عليه. وقال السيد محمد العجمي، نائب المدير العام في شركة "كسبان" الأميركية للخدمات الجوية عضو "الشركة الكويتية - المصرية"، إنه كان خارجاً من فندق "هيلتون" في ضاحية "نيوتن هيلغايت" عندما اقترب منه ثلاثة شبان وبادروه بتوجيه ألفاظ مسيئة اليه تحمل انتقاصاً من العرب والمسلمين الذين اتهموهم بالمسؤولية عما حدث في نيويوركوواشنطن. وأضاف انه تجنب الرد عليهم وقصد كشك الهاتف العمومي للاتصال بالشرطة. وعندما اقترب من الهاتف دفعه أحدهم "وكان يبدو ثملاً" لكنه رده وحاول إفهامهم أن لا علاقة للعرب بما حدث ولا المسلمين. مسلمو نيويورك وفي نيويورك، سار مئات الاميركيين من اصول عربية وباكستانية او افريقية مساء الاحد في شوارع بروكلين في هدوء حتى ضفاف ايست ريفر حيث يمكن مشاهدة شبه جزيرة مانهاتن التى كانت تتميز بالبرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي. وقال بسام امين المسؤول عن المدرسة الاسلامية في بروكلين: "نحن هنا للتعبير عن حزننا. اننا نبكي الخسائر في ارواح الابرياء. كذلك نحن ناقمون بصفتنا مواطنين اميركيين على هذه الاعمال الارهابية". ورفعت في هذا التجمع الذي ضم لافتات تحمل عبارات تكشف عن هواجس المتظاهرين مثل "حرب اخرى ليست الرد المناسب" و"الارهاب ليس الاسلام" و"السلام والمحبة لنيويورك". وشاء المشاركون ان تكون مسيرتهم جامعة بين الديانات التوحيدية على رأسها امام هو الشيخ محمد وكاهن روم كاثوليك هو الاب خضر والحاخام بوب غرينبلات، وشاركت نساء بعضهن يرتدين الحجاب التقليدي ويحملن الشموع رمزا للسلام. وفي تعليق على مشاريع الرئيس جورج بوش لشن حرب شاملة على الارهابيين والبلدان التي تؤويهم، قال الحاخام غرينبلات وهو من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية "لا يجوز لنا ان نشن حربا على شعب بأسره. ان المتمدنين لا يتصرفون بهذه الطريقة". وقال محمد فاروق المسؤول في جمعية حراسة تتعاون مع الشرطة وتقوم بدوريات في شوارع بروكلين "سمعنا عن رمي حجارة على نوافذ وعن نساء يرتدين الزي الاسلامي يتعرضن للشتائم وعن تهديدات مجهولين في اتصالات هاتفية". وتراجعت حملة التنديد بالجاليات العربية والاسلامية في هولندا بعد أيام من التوتر، وتركزت موجة الكراهية ضد المهاجرين عبر شبكة الانترنت. في ما تعكف المؤسسات الأمنية الهولندية على متابعة أكبر جالية افغانية في أوروبا، اذ أنذر جهاز الاستخبارات الخارجية الحكومة الهولندية بأن "مفاجآت ربما تقع" بسبب العدد الكبير من الأفغان المقيمين في البلاد. وعلى الصعيد السياسي اتخذ الجدل حول عواقب الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون الثلثاء الماضي، طابعاً هادئاً في الصحافة والتلفزيون. ومع ان لاهاي الرسمية اكدت التزامها المشاركة في دعم الولاياتالمتحدة سواء عبر "الناتو" أو ثنائياً، إلا ان معلقين سياسيين لفتوا الى "مشاعر الاحباط الشديد في الشرق الأوسط نتيجة تردي الوضع السياسي والدور الاميركي السلبي في المنطقة". وربط اكثر من معلق بين "اليأس السياسي للعرب والمسلمين وتزايد التطرف". وبرز على السطح هم جديد، ناجم عن وجود أكثر من 25 ألف لاجئ افغاني في البلاد وصلوا اليها بين عامي 1994 و2000. وأبدى جهاز الاستخبارات الخارجية الهولندي مخاوفه من استحالة السيطرة على ملفات الافغان الذين يشكلون نصف عدد الافغان في أوروبا. وكانت الحكومة السابقة التي قادها الحزب المسيحي - الديموقراطي أبدت تساهلاً ومرونة كبيرين في قبول اللاجئين من افغانستان.