كم مرة رأينا هذا المشهد ... مدرب قدير يوظف لقيادة المنتخب وبعد مباريات قليلة يُقال من مهمته ... وكم مرة سنتوقع تكرار هذا الحدث اذا استمرت الاخفاقات، وعبثاً نأمل بان يكون الحل في ايجاد بديل اجنبي من الخارج للمدى الطويل قبل ان نكتشف ان المطلوب هو نجاح فوري. ونستمر في الدوران مع حلقات السلسلة في كل دورة ومسابقة واستحقاق من دون ايجاد حل ناجح لفكّها؟ فالصبر محدود، والنتائج الايجابية الفورية مطلوبة، علماً ان انجح مدرب في الدوري الانكليزي اليكس فيرغسون كان يبعد مباراة واحدة من اقالته من منصبه مدرباً لمانشستر يونايتد عام 1990 بعد فشله في تحقيق اي شيء يذكر في اربعة مواسم سبقت احرازه كأس انكلترا، وما تبع ذلك حتى يومنا هذا تحفظه كتب التاريخ بصورة ناصعة. وعندما سئل مدرب أرسنال آرسين فينغر عن افضل طريقة لتحسين اداء المنتخبات العربية قال: "على لاعبيها الاندماج في الاندية الاوروبية"، فاذا نجح لاعبو المنتخبات العربية - الافريقية في ذلك الى حد ما، واستعصى الامر على البقية، فلماذا لا نبحث عن طريقة اخرى؟ اي التركيز على تحسين اداء مدربينا المحليين. لن يكون ادرى بلاعبي المنتخب واعلم بنفسياتهم وهمومهم وشجونهم وقدراتهم اكثر من المدرب المحلي الذي عايشهم عن قرب طيلة مسيرتهم، على عكس المدرب الاجنبي الذي لن يسعفه الزمن القصير في تقويم مؤهلات اللاعبين. فماذا لو تم ترشيح بعض النجوم المعتزلين الذين تتوافر فيهم مؤهلات المدرب الناجح ويملكون الرغبة في سلوك طريق التدريب، لارسالهم الى دورات تدريبية في مدارس وأكاديميات متخصصة في اوروبا، وتحديداً في انكلترا؟ إذ الى جانب معرفة خفايا عالم التدريب من خطط تكتيكية، تُخصص دروس لتعلم تهيئة اللاعبين نفسياً وطرق الإحماء والتبريد لتفادي الإصابات ورفع اللياقة البدنية وتحديد الوجبات الغذائية الصحيحة قبل المباريات وبعدها، للمحافظة على روتين محدد يعود لمصلحة اللاعب. وبعد الانتهاء من الدورات التدريبية التي قد تستمر اسابيع قليلة، يسعى الاتحاد المحلي الى التنسيق مع بعض الاندية الاوروبية مثل مانشستر يونايتد أو ريال مدريد أو اي سي ميلان الى ارسال مرشح او اكثر لحضور الدورات التدريبية في هذه الاندية لمدة اسبوع للاطلاع عن قرب على وسائل مختلفة تتبعها وتنتهجها، ومعرفة اسرار تنوع الخطط والاساليب المتبعة في كل فريق. وبعد نحو عامين أو اقل، يكون المرشح جاهزاً لتطبيق تجربته على ارض الواقع. وقد يكون الصدر اوسع لاعطائه مهلة اطول لاثبات نفسه. اما المدرب الاجنبي فسيكون دوره افضل مع فرق الناشئين والشباب، لأن زرع الورد يتم في الصغر حتى يُحصد في الكبر. وقد تكسر هذه الآلية دوران السلسلة المستمر، وقد تعطي التطلع لمونديال 2010، وربما 2006 لذة وشوقاً.