"البنتاغون" يأمر قوات النخبة بالاستعداد للانتشار ... وقمة للاتحاد الأوروبي في بروكسيل الجمعة . بلير يحشد إسلامياً ودولياً لمساندة رد واشنطن وخامنئي يدين العمليات "الانتقامية" ضد أفغانستان

واشنطن، لندن، بروكسيل، اسطنبول، داكا، نيودلهي - أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد أمس ان الولايات المتحدة تلقت "دعماً ساحقاً" في معركتها للقضاء على الارهاب عقب الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي على نيويورك وواشنطن، ولكنه لم يحدد أي الدول التي تعهدت بالمساعدة. وأوضح رامسفلد: "الطريقة الوحيدة المتصورة التي يمكن حماية الولايات المتحدة بها من أعمال ارهابية من هذا النوع...وهجمات ارهابية محتملة أكبر حجماً هي في مهاجمة مشكلة الارهاب من جذورها ومطاردة مرتكبيها".
وفي سؤال حول ما اذا كان هناك تهديد من وقوع هجمات اخرى على الاراضي الاميركية، قال رامسفلد ان بلاده في حاجة الى ان تكون "على درجة كبيرة من اليقظة". ويتوافر لدى الجيش الاميركي طيارون في 26 قاعدة جوية مستعدون لقيادة طائرات هجومية خلال 10 و15 دقيقة، الى جانب طائرات حربية تحرس بعض المدن. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان وحدات النخبة الاميركية تلقت أمراً بالاستعداد للانتشار قريباً، في الوقت الذي ضاعفت فيه حاملة طائرات في منطقة الخليج اجراءاتها الامنية العملانية.
واضافت الصحيفة ان الفيلق ال18 المجوقل في الجيش الاميركي، مقره فورت براغ في كارولاينا الشمالية شرق الولايات المتحدة، تلقى أمراً نهاية الاسبوع الماضي بوضع فرقه الاربع في حال التأهب، وهي فرقة النخبة المجوقلة ال82 والفرقة ال110، وفرقة المشاة الثالثة وفرقة الجبال العاشرة.
وقطعت حاملة الطائرات "يو أس أس كارل فينسن" الموجودة في منطقة الخليج اتصال طاقمها بالبريد الالكتروني، وهو اجراء يتخذ عندما تكون السفن في حال حرب بحسب الصحيفة.
وأعلن مسؤولون في البحرية الاميركية أول من أمس ان المدمرة "كول" التي تعرضت لاعتداء أودى بحياة 17 عسكرياً في تشرين الاول اكتوبر 2000 في اليمن، أعيد انزالها الى المياه بعيداً من الاضواء الجمعة، في باسكاغولا ميسيسيبي بعد تصليحها.
وفي موازاة الاجراءات الاميركية العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس، انها ستعزز حماية قواعدها في الشرق الاوسط لتأمين جنودها ضد مخاطر أمنية زائدة في أعقاب هجمات الثلثاء الماضي.
وعلم من وزارة الدفاع الطاجيكية ان القوات المسلحة وضعت أمس في حال تأهب في الوقت الذي سرت فيه انباء في شأن هجوم وشيك لطالبان على المعارضة الافغانية المحتشدة قرب الحدود الافغانية - الطاجيكية.
وأقفلت الصين حدودها مع افغانستان ومع قيرغيزستان وطاجيكستان بحسب ما صرح مسؤولون محليون أمس. وقال مسؤول في الشرطة في مقاطعة تاكورغان التي تتمتع بالحكم الذاتي في اقصى غرب الصين ان الحدود بين الصين وافغانستان الممتدة على مسافة قصيرة والواقعة في منطقة جبلية مرتفعة بين بامير وقره قوروم اغلقت منذ عطلة نهاية الاسبوع الماضي وحتى اشعار آخر.
التحرك السياسي
وعلى الجانب السياسي، أعلن الاتحاد الاوروبي ان قادته سيعقدون قمة في بروكسيل الجمعة المقبل، للبحث في قضية الارهاب، وسيبدأ رئيس الوزراء البلجيكي غاي فيردوستات جولة على العواصم الاوروبية الخمس عشرة للبحث في القمة التي دعا اليها المستشار الالماني غيرهارد شرودر، ويذكر ان بلجيكا هي رئيسة الدورة الحالية للاتحاد.
وحذر شرودر أمس من رد على اعتداءات 11 أيلول سبتمبر يقتصر على العمل العسكري، ودعا الى اعتماد "وسائل سياسية وديبلوماسية". ودعا الى "الحزم والتصميم" في الرد.
توني بلير
وأجرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتصالاً هاتفياً مع رئيس الباكستان برويز مشرف أمس، وصفه مصدر رسمي بانه كان "مهماً" في اطار المساعي الرامية الى بناء ائتلاف دولي مساند للولايات المتحدة. غير انه رفض افصاح المزيد عن فحوى الحديث او تحديد متى قد يتصلان مجدداً.
وبعث بلير رسالة الى الرئيس الايراني محمد خاتمي وزعماء دول إسلامية وعربية آخرين الاسبوع الماضي يدعو فيها الى التعاون ضد الجماعات الارهابية، ولوضع حد لصدام الحضارات. ولقيت دعوة رئيس الوزراء للرئيس الاصلاحي خاتمي صدى كبيراً في الصحف الايرانية.
وقال ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء "لن ننشر نسخة من الخطاب الا اننا يمكننا ان نؤكد ان بلير كتب بالفعل الى الرئيس خاتمي، والى عدد من الزعماء المسلمين بالمعنى نفسه".
والتقى بلير أمس مع سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي لبحث الرد الدولي على الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الثلثاء الماضي. ويتوجه بلير غداً الاربعاء الى المانيا للاجتماع مع شرودر للمساعدة في حشد التأييد الاوروبي لعمل مشترك من جانب حلف الاطلسي رداً على الهجمات.
وفي موقف ايراني يناقض اجواء التقارب البادية منذ الاسبوع الماضي وكشف عمق الهوة بين جناحي الحكم، أعلنت اذاعة طهران ان مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي دان أمس مشروع القيام ب"عمليات انتقامية" اميركية على افغانستان بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر الجاري في الولايات المتحدة.
لكنّ خاتمي، اعتبر من جهته انه من الضروري تفويض الامم المتحدة بمسألة مكافحة الارهاب محذراً من اي "رد فعل متسرع". وأكد الرئيس الايراني في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان ايران تعتبر "الامم المتحدة التي تجمع كل الحكومات هي المكان المناسب لايجاد السبل الملائمة والعادلة لاستئصال ظاهرة" الارهاب.
واضاف ان "مكافحة الارهاب لا يمكن ان تستند الى ردود فعل متسرعة" في تحذير ضمني موجه الى الولايات المتحدة حول احتمال توجيه ضربات انتقامية ضد افغانستان. وطلب خاتمي عقد "اجتماع عاجل" لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي للبحث في الأزمة .
الوزراء التركي بولند اجاويد ونظيره الاسباني خوسي ماريا ازنار أمس في اسطنبول اعلاناً مشتركاً اكدا فيه تضامن بلادهما مع الولايات المتحدة وعزمهما على مكافحة الارهاب "الذي لا هوية له".
وطالب وزير الخارجية التركية اسماعيل جم بتعريف دولي للارهاب، مشيراً الى ضرورة ضم اولئك الذين يرعون الجماعات الارهابية او الذين يمولونها او حتى يتعاطفون معها ويرفضون الوقوف ضدها او اتخاذ موقف منها الى التعريف المذكور.
وعلى رغم التأييد الدولي المتزايد للتحرك الاميركي برزت دعوات معارضة للتحرك العسكري، واعلنت وزيرة خارجية السويد انا ليند رفض بلادها الانضمام الى الجناح العسكري لحلف شمال الاطلسي، لكنها قالت ان بلادها لا تقف محايدة حين يتعلق الامر بالارهاب.