هانوي - "الحياة"، أ ف ب - طوت الصين صفحة متوترة من العلاقات مع الولاياتالمتحدة، بدأت مع تولي جورج بوش الرئاسة، واتخذت في اليومين الماضيين اجراءات تقارب مع واشنطن، آخرها السماح أمس لعالمة الاجتماع الصينية غاو زان التي حكم عليها بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس لحساب تايوان، بالسفر الى الولاياتالمتحدة. وبدا عشية وصول وزير الخارجية الاميركية كولن باول الى بكين أن ثمة انقساماً في البيت الابيض تجاه الصين. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الصينية ان غاو أقلعت بطائرة لشركة الخطوط الجوية الاميركية "نورثويست ايرلاينز" في طريقها الى أميركا، وان العفو عنها سببه اصابتها بمرض قلبي. وكانت غاو زان اعتقلت في شباط فبراير الماضي في بكين، وهي تقطن رسمياً في الولاياتالمتحدة حيث تعطي دروساً في مادة علم الاجتماع في الجامعة الاميركية في واشنطن. ويأتي الافراج عنها بعد 24 ساعة من الافراج عن الاستاذ الجامعي الاميركي لي شاومين الذي حكم عليه بالطرد من الصين، بعد ادانته بتهمة التجسس لحساب تايوان. كما يأتي عشية زيارة باول الأولى للصين. وبعد ساعات قليلة من خروج لي استاذ العلوم الادارية في جامعة سيتي في هونغ كونغ من بكين، التقى باول وزير الخارجية الصيني تانغ جيشوان في هانوي حيث كانا يحضران اجتماعاً امنياً اقليمياً. ورحب باول بإفراج السلطات الصينية عن المعتقلين. وقال، في تصريح صحافي، بعد مغادرة غاو الصين: "انا سعيد جداً لهذا النبأ". وكشف ناطقون باسم الولاياتالمتحدة أن واشنطن ضغطت على الحكومة الصينية "على كل المستويات" لاطلاق غاو. وقال مسؤول أميركي كبير يرافق باول إن قضية غاو بحثت خلال المحادثات مع تانغ. ويشير ابعاد هؤلاء الى محاولة جادة من الصين لتحسين علاقتها بإدارة الرئيس بوش، التي كانت بدايتها متوترة جداً في وقت سابق من العام الجاري. وساءت العلاقات بين البلدين بعد اصطدام طائرة استطلاع اميركية وطائرة صينية في أول نيسان ابريل الماضي، واحتجزت طاقمها عشرة ايام. وبعد الافراج عنهم، قامت الصين بمحاولات جادة لتحسين العلاقات مع واشنطن، على رغم عدد من الخلافات العميقة. وتلقى هذه المحاولات نجاحاً على ما يبدو. وفي اطار التقارب بين البلدين، وصلت سفينتان حربيتان أميركيتان الى هونغ كونغ أمس. وكانت كاسحة الالغام "غارديان" والسفينة "باتريوت" أول سفينتين تابعتين للبحرية الاميركية تدخلان الأراضي الصينية منذ واقعة تصادم الطائرتين، وستبقيان في هونغ كونغ حتى 30 تموز يوليو الجاري. لكن الادارة الاميركية تبدو منقسمة في شأن التقارب مع الصين، ويبدو الاختلاف في وجهات النظر قائماً بين باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي حذر اول من امس من ان الصين لا تزال تشكل تهديداً محتملاً للمصالح الاميركية في جنوب آسيا. وقال ان من المفيد جداً ان تبقى الولاياتالمتحدة قوة ردع اساسية في المنطقة. وشكك في امكان النهوض الاقتصادي في الصين في ظل نظام قمعي. وقال ان مستقبل بكين لا يزال غامضاً. ورأى رامسفيلد في حديث الى صحيفة "واشنطن تايمز" ان "من المهم جداً للولايات المتحدة أن تظهر قوتها لئلا يفسر موقفها ضعفاً".