الوجع الصديق

فاتحةٌ للعشبِ: يا ميمُ إبقَ كما أنتَ، بنيّاً مضيئاً
تطوفُ بقلبك أسرارُ الكائنات.
فاتحة للقلب: أحبُّكِ... كي أتحرّر من أسمالِ الحبر!
تتصاعدُ المساءاتُ
يدي تفلتُ من لغطهم
لتحلمَ وراءَ تماثيلِ الدهشاتِ
ووحدها الطرقاتُ، توقظُ أُمنيةً
تجيءُ أو لا تجيءُ
غامضةً...
مثلَ فجرِ الولادةِ.
يا صديقةَ حرية العشبِ،
يا صديقة موسيقى الضوء،
يا صديقة فضاءاتِ الحلم،
يا صديقة مرايا المطر،
يا صديقة سماوات الفرح،
يا صديقة كرنفالات العمق،
يا صديقة وشاح البداري،
يا صديقة طفولة الكوكبِ،
يا صديقة شهقةِ البحر،
يا صديقةَ ابتهالاتِ النّدى.
إنّي أُحيِّيكِ، أحيّي القداسةَ، ويدَها البيضاء
أحيّي العذوبةَ في موناليزا أبجديّةِ التكوين
أُحيّيكِ يا ألفةَ الشجر
بعدَ انْ طواني ليلُ الوحشةِ
في أرخبيلات الهجرةِ والتحوُّلات.
نافذةٌ
هطلتْ
من
عيوني... حيثُ أقفُ الآنَ على كتفِ وجعي الصَّديقِ الأخضرِ
المجنون الجوَّالِ النبيِّ الفضيِّ
المطرودِ من مدرسةِ الببغاوات.
أرنو الى سمائي الغريبةِ،
أُحيّي نجمةً ثقبتْ رياحي.
أَفَضْتِ الشموسَ الخَبيئةَ في القلبِ
وهذّبتِ عُزلةَ طائِر الأفقِ،
وها هي ذي أوركسترا روحكِ"
تنهضُ: مدينةً صديقةً،
وسلاماً عشبياً،
وأجنحةَ ضوء.
أحلامُ العالم الكبيرة،
الأحلامُ التي تشغلُ بالَ قارّةٍ"
من قاراتِ الفجرِ،
أنفاسُكِ الخضر
تصونُها منَ الفضايات!!
أعلمُ أنّ فيرُزَ عزلتي سيضيءُ
أعلمُ أنّ سوارَ الزَّمان مرُّ الجناح
أعلمُ أنّني الآنَ محتَشدٌ بخرابي
بهمهمةٍ يصعّدها غرابي
ولكن، سوفَ تحضُنك حديقةُ ظلي،
وتدفئكِ شمسُ نشيدي.
النجف/ شتاء 2000
* شاعر عراقي.